|

مراجعة كتاب فراس السواح – ألغاز الإنجيل

(1) خفايا إنجيل مرقس

مبدئياً كويس جداً إن الموضوعات دي تُطرح على القارئ العربي. ولكن … قناعتي الشخصيّه إن القراءات النقديَّه مينفعش تكون إنتقائيّه. يعني لو هاتقدم قراءات الأكاديميا الغربيّه وتناقشها لازم يكون في قَدر من الإتساق في إتجاهين، الأول هو إنك متستهدفش موضوعات وتسيب موضوعات، ناقش كل شيء بحريّه، والتاني هو إنك في مُناقشة أي موضوع حاول تقدِّم عرض مُوضوعي مش ترمي أفكار للقارئ وكأنها مجموعه من المُسلَّمات وخلاص.

في البوست ده –ويمكن في غيره تاني– هاناقش طريقة فراس السواح في عرض المعلومات عن الأناجيل. إنطباعي الأول واللي ممكن يتغيّر بعدين هو إن الراجل أصاب في بعض اللي طرحه وأخطأ في البعض الآخر، ولكن حتى في اللي أصاب فيه من جهة المعلومه أخطأ فيه من جهة المنهجيه. وأنا في تحليلي للكلام هاكون بقدر الإمكان بقيِّم المُحتوى وكأنه محتوى يدَّعي عن نفسه “الأكاديميه”، خصوصاً وإن الكاتب بيقدِّم نفسه وبيُقدَّم كباحث في دراسة ديانات الشرق الأوسط. ف خلينا نشوف “المنهجيه” اللي بيتبعها الباحث.

مبدئياً خلينا نقف عند المُقدمه اللي بيقول فيها السواح: “ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻮﺟﱠﻪ إلى ﻃﺎﻟﺒﻲ المعرﻓﺔ اﻟﺒﺤﺘﺔ المنزﻫﺔ ﻋﻦ اﻟﻐﺮض، وإلى المؤﻣﻨين ﻣﻦ أﻫﻞ اﻟﻌﻘﻞ ﻻ إلى أﻫﻞ اﻟﺤﺮف واﻟﻨﻘﻞ. وإذا ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻓﻴﻪ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ وﺟﺪﺗﻪ إﺷﻜﺎﻟﻴّﺎ وﻏﺎﻣﻀًﺎ في اﻟﻨﺺ اﻹﻧﺠﻴلي، وﻣﻦ ﻣﻮﻗﻊ ﺑﺎﺣﺚ ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ ﻳﺘﻌﺎﻃﻒ في اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻊ ﺣﺎﻟﺔ اﻹﻳﻤﺎن، إﻻ أﻧﻨﻲ ﻻ أدﱠﻋﻲ اﻟﻘﻮل اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺪﻣﺖ.” مبدئياً كويس إن يكون في لغة نسبيه في الكلام، لأن في العلوم الإنسانيّه والإجتماعيّه نبرة اليقين المُطلق بتدل على إن الشخص إما ميعرفش المنهجيات أساساً أو مش مُطلِع على data كفايه في الموضوع. ف يُحسب لفراس السواح إنه أضفى شيء من الإحتماليه في بحثه، وإن لم يلتزم بده فعلياً في الكتاب نفسه – زي ما هانشوف. النقطه التانيه هي إن فراس بيقدم نفسه كباحث في حين إنه لم يتلقى تدريب أكاديمي حقيقي لأن مجال دراسته الإقتصاد بالأساس. وده إستمرار لإنتهاك كلمات زي “باحث” و “أكاديمي” اللي مبقاش ليهم أي معنى في الشرق الأوسط من كتر ما بقا كل واحد قرا كلمتين سمى نفسه متخصص في مجال، وخصوصاً “سبوبة” مقارنة الأديان .. مجال مالوش صاحب. والجامعات مبتدرسش الدين دراسه جادَّه وعشان كده يبقى الوضع على ما هو عليه. من المُلاحظ بردو إن السواح بيتكلم بإعتبار اللي بينقله ده نتيجة بحثه، ف بيقول “تعرضت لما ]وجدته[ إشكالياً وغامضاً في النصّ الإنجيلي” والحقيقه إنه حقيقة لا بحث ولا وَجَد بل بالأحرى نقل، ودي نقطه عايزك تركز فيها معايا لأن في فرق بين الباحث وبين اللي بيستعرض مجموعه من النقولات وفي نوع أسوأ من الإتنين هو اللي بيعيد صياغة اللي بيقراه وينسبه لنفسه، ودي طامه أكبر.

في الفصل سابق الذكر بيناقش فراس السواح طبيعة الأناجيل وعلاقتها ببعض وبيضرب مثال بخاتمة الأربع أناجيل. بعض النقاط اللي ذكرها صحيحه ولكن الظاهره مش بالبساطه والمُباشره اللي بينقلها السواح للقارئ. الفصل يقع في 11 صفحه من 7 ل 17. عدد المراجع اللي في الفصل: مرجع واحد وهو لل reconstruction بتاع Burton Mack لمادة الأقوال Q، والإقتباس من ترجمه عربيه صدرت في 2005 في سوريا. كل المعلومات الباقيه في الفصل بيسردها السواح بدون أي مرجع وبإعتبارها حقائق، وبالرغم من صحّة بعضها إلا إن الإستنتاجات والأطروحات مينفعش يتم سردها بإعتبارها حقائق مُجرَّده لأن كل أطروحه مهمه كان سائده في الأوساط الأكاديميا ف بالضّروره بتواجه بعض النقد والإعتراض، وبالتّالي كُل إستدلال وكل أطروحه لازم يُصاحبها سَرد لكيفية الإستدلال ومنهجية بِنية الأطروحه، وده أول خلل في الكتاب، إنه لا بيعرّفك مصادِر المعلومات، ولا بيقولك الإستنتاج ده تم الوصول إليه إزاي، ولا حتى بيديك خيوط تمشي وراها لو عايز تراجِع أو تستزيد من المعلومات. كل اللي بيعمله إنه بيرمي في وشك المعلومات وكأنها نتائج بحث، وهي مُجرَّد رؤوس أقلام وكتير منها فيه كلام كمان.

نبدأ من الأول، وعشان يبقا المقال مفيد للي بيقرا هاحاول أتدارك خطأ السواح وكل نقطه هاتكلم فيها هاطرح فيها كتاب أو إتنين ناقشو النقطه عشان اللي عايز يدوَّر ويستزيد في المعلومات. بيبدأ السواح بطرح التواريخ المُرجَّحه لكتابة الأناجيل، ف بيقول إن مرقس إتكتب حوالي سنة 70م، ومتى ولوقا سنة 80 و 90م، وأخيراً يوحنا ما بين 100 و 110. تعليقات سريعه على الكلام نقطه دول: في تأريخ مُبكر لإنجيل مرقس، زي تأريخ James Crossley اللي بيرجَّع إنجيل مرقس سنة 40-41م، أينعم الرأي ده مش مُنتشر في الأوساط الأكاديميه لكن الراجل عنده arguments من حق القارئ يعرف إنها موجوده ويطلع عليها ويقرر هو نفسه المُعطيات مُقنعه بالنسباله ولا لأ، عشان كده قولت في الأول مينفعش ترمي المعلومات كمُجرَّد facts طول ما هي يتخللها سلسله من الإستدلالات لأن القارئ من حقّه يعرف ويتوسَّع في قراءاته، مينفعش تحجر عليه وتديله نهايات مقفوله لكل الأسئله. كتاب James Crossley إسمه The Date of Mark’s Gospel، صدر سنة 2004. ولو عايز حد بيناقش نفس الموضوع وبيقول إن إنجيل مرقس مكتوب حوالي سنة 70 ممكن تشوف مقدمة Adela Yarbro Collins لتفسير Hermeneia لإنجيل مرقس. وكمان مقدمة Werner Georg Kummel للعهد الجديد بعنوان Introduction to the New Testament ص 97-98، ومقدمة Raymond Brown للعهد الجديد بنفس العنوان السابق ص 136-164.

بعد كده بيتكلم عن الأناجيل بإعتبارها “إزائيه” وبيُخطئ في كتابة كلمة Synoptic وبيكتبها Sinoptic، بس ماشي عديها بإعتبارها typo وبتحصل. وبيسرد إحصائيات تشرح علاقات الإناجيل التلاته الأولى ببعض، ف بيقول ” ﻓﻘﺪ اﺗﻀﺢ ﻣﻦ دراﺳﺔ ﻫﺬه اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺜﻼﺛﺔ أن ٥٩٪ ﻣﻦ اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﺘﻲ اﺳﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﻣﺘﱠﻰ في ﺑﻨﺎء ﺟﻤﻠﻪ ﻣﺄﺧﻮذة ﻣﻦ ﻟﻐﺔ ﻣﺮﻗﺲ. وﻛﺬﻟﻚ اﻷﻣﺮ ﻋﻨﺪ ﻟﻮﻗﺎ ﺣﻴﺚ ﺗﺒﻠﻎ اﻟﻨﺴﺒﺔ ٥٥٪ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎلمادة اﻟسردﻳﺔ، وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺮﺗﻔﻊ إلى ٦٩٪ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺄﻗﻮال ﻳﺴﻮع.” المُشكله هنا كبيره .. أولاً صيغة “إتضح للباحثين” معناها إن الأرقام دي مش من عند فراس السواح، طب منين؟ مفيش أيّ مصدر. المُشكله التانيه هي الأرقام دي إتحسبت إزاي؟ القيمه مش في الإحصائيه نفسها بقدر ما هي في المنهجيه اللي طلعت بيها الإحصائيه، وبالتالي أي باحث لما بيرمي رقم بيكون متحفظ جداً ولازم يكون مُستعد يشرح منهجيته بشكل مُفصَّل وإزاي وصل للرقم ده عشان اللي بيقرا يعرف يتابع ويتحقق من المعلومه. عشان أوريك المُشكله كبيره إزاي خليني أجيبلك إحصائيه عن نفس الظاهره من كتاب تاني .. بس المره دي متخصص. شوف مثلاً كتاب Studying The Synoptic Gospels ل E. P. Sanders و Margaret Davies ص53، بيقول إن 90% من مرقس موجود في متى وأكتر من 50% من مرقس في لوقا. طبعاً هنا باين إن الأرقام مُختلفه تماماً خصوصاً في نقطة علاقة مرقس ومتى. المُشكله هنا مش في إن الرقم اللي قاله السواح غلط، ممكن يكون صح، لكن بناءاً على إيه هانعرف نحدد صحته؟ لا إحنا عارفين جابه منين، ولا إحنا عارفين حسب ال dependenceده إزاي. هل حسبه بتطابق الكلمات؟ ولا حسبه بتشابه محتوى الفقرات؟ طب لو بتطابق الكلمات هل حسبه بتطابق كل الحروف نصّاً ولا يدخل في الحسبه دي الكلمات لو من نفس الجذر لكن إختلفت في التصريف؟ طبعاً مستحيل تعرف تحكم على الكلام ده لأنه مقالش مصدره وأعتقد هو نفسه ميعرفش بوجود التعقيدات دي كلها.

وبعد كده أضاف معلومه أكثر كارثيه من اللي فات. قال “وﻟﻢ ﻳﺤﺪث أﻧﻬﻤﺎ اﺗﻔﻘَﺎ ﺿﺪ ﻣﺮﻗﺲ” … الجُمله دي بالرغم إنها صح على مُستوى، إلا إنها غلط تماماً على مُستوى تاني. ف مثلاً متى ولوقا بيتفقو في وجود روايات للميلاد وظهورات ما بعد القيامه، والإتنين مش جايين من Q والإتنين مش في مرقس. أما على المستوى الدقيق ف في ظاهره يعرفها أي حد درس المُشكله الإزائيه إسمها The Minor Agreements، وهي النصوص الدقيقه اللي بيتفق متى ولوقا فيها في التركيب أو الصياغه ضد مرقس. و Robert Stein عامل عنها فصل كامل في كتاب Studying the Synoptic Gospels من ص125-142 بعنوان The Matthew-Luke Agreements Against Mark. الأمثله دي هي اللي بتوضح ليه غير المتخصصين مينفعش يتكلمو بكل الثقه دي في حاجات مدرسوهاش. الراجل بيكتب في مجال دراسة الأديان بقاله ما يزيد عن نصف قرن، وقد يكون عنده معلومات قيمه، لكن عدم إدراكه للتفاصيل ورغبته في إنه يكتب كتاب يشمل موضوع ضخم جداً جداً زي الأناجيل مخليه يتعامل مع الموضوع بسخافه شديده وبعوار رهيب في البحث، لأنه لو ضيع أد عمره مره تاني في البحث في القصص دي مش هايقدر يخلص اللي إتكتب فيها. وبالتالي الكتب اللي من النوعيه دي ضررها أكبر من نفعها. لك أن تتخيل إن كل ده بكلمك في صفحتين من الكتاب. أنا لسه مدخلتش في الموضوعات الجدليه في الأكاديميا نفسها. اللي بقوله لحد دلوقتي يعرفه أي طالب بكالوريوس عدى على باب جامعه محترمه في دراسة المسيحيه المبكره. وأنا شخصياً اللي مش متخصص ولا درست الموضوع دراسه منهجيه عندي إطلاع على المعلومات البسيطه دي.

(2) إدعاءات بلا معايير .. بلا قيمه

في البوست اللي فات ناقشت جُزء من كلام السواح في الفصل المُعنون “خفايا إنجيل مرقس”، في البوست ده هاناقش فكره بيستخدمها السواح بإسراف ولكنه يُغفل تماماً الإشكاليه المنهجيه اللي وراها. إتنين من الجدليات الكبرى حول الأناجيل هي المعايير اللي يُمكن بها قياس إعتماد المصادر على بعض والمعايير اللي يُمكن بها قياس تاريخية حدث ما. المؤرِّخ لو معندوش إجابات للسؤالين دول مش هايعرف يتحرَّك ولا خطوه لقدام في إجابة الأسئله، ولو حاول يتحرَّك من غير منهجيَّه هاينتج لا محاله كم كبير من الإستنتاجات اللي مش هايقدر يبرَّرها أو يبيِّن بناها على إيه وبالتالي هاتفضل مُجرَّد حَدس.

في كذا موضع في الكتاب بيرمي فراس السواح عبارة إن إنجيل كذا إعتمد على مصدر كذا، ف مثلاً في ص21 من فصل “إنجيل مرقس السِرِّي” بيقول: ” ولكن لماذا تبنَّى إنجيل يوحنا القصة وهو الأبعد في رسالته ومضمونه عن إنجيل مرقس (قصة إقامة يسوع للعازر في إنجيل مرقس السري)، بينما رفضها متَّى ولوقا اللذان اعتبرَا مرقس مصدرا رئيسيٍّا لهما على ما أثبتنا في الحلقة الماضية؟ إن المسألة كما أراها هي أن دافع متَّى ولوقا إلى رفض قصة إحياء يسوع للفتى، هو الدافع نفسه الذي حدا بيوحنا إلى قبولها بعد تعديلها …”. هنا هو محتاج معايير مش بس لل literary dependence ما بين يوحنا ومرقس السري، لا ده كمان محتاج معايير لمعرفة متى ولوقا ‒كل منهم على حدى‒ بمرقس السري وإختيارهم ‒كل على حدى بردو‒ إنهم يتركوا القصه المذكوره. منهجياً، لو الجمله دي إتقالت في جامعه أول سؤال هايُطرح هنا هو “عرفت منين إن كل ده حصل؟”. المُشكله في دراسة الأديان تحديداً هو تهوُّر الناس في اللهث وراء المُتشابهات والإختلافات.

في الأكاديميا في خناقه دارت حوالين كتابات واحد إسمه Dennis McDonald. الراجل ده أطروحته إن ال themes اللي في إنجيل مرقس ولوقا والأعمال مَبنيه على قراءة الكُتَّاب للإلياذه والأوديسه، وبالرَّغم من إنه من السهل جداً على Dennis McDonald إنه يثبت إن أي مُتعلِّم لليونانيه والبلاغه بالضَّروره هايكون قرأ الإلياذه والأوديسه ‒زي ما بيسرد مُعلِّم البلاغه الروماني Quintilian في كتاب INSTITUTIO ORATORIA 10.2.1 بإعتبار كتابات هوميروس وفيرجيل وأيسوب هي المَثَل الأعلى اللي بيقتدي بيه المُتعلِّم وبيُحاكيه مراراً وتكراراً عشان يوصَل لدرجه عاليه من البراعه في اللغه. نفس الإدعاء ده ‒إدعاء إن كتابات هوميروس كانت مُتاحه بل وأساسيه لأي مُتعلِّم للغه والبلاغه‒ بيدعمه Karl Olav Sandnes في مقال بعنوان Imitatio Homeri? An Appraisal of Dennis R. MacDonald’s “Mimesis Criticism” وبيقول إن من القرن الأول الفيلسوف الرواقي هيراكليتس دافع عن كتابات هوميروس ضد الإتهامات اللي وجهها تجاهه أفلاطون في كتابه “الجمهورية”، وبينقل كلام هيراكليتس اللي مضمونه إن من سن مُبكِّر جداً بيرضَع الأطفال كتابات هوميروس وبيتلفّو في قصائده، وبيكبر الطفل ويوصل للرجوله ف يلاقي هوميروس واقف جنبه وبيشاركه لحد سنين النضج وعمر ما الإنسان بيمل منه لحد ما يكبر في السن ويعجِّز، ولو سابه لفتره بيعطش ويرجعله تاني وبيختتم كلامه بإن نهاية هوميروس هي نهاية حياتنا.

وبالتّالي إفتراض McDonald مش إفتراض مجنون، ولكن بالرغم من كده السؤال اللي كان موجَّه ل McDonald هو تحديداً مش إيه اللي “ممكن” يكون حصل ولكن إيه الدليل إن الإعتماد الأدبي حصل فعلاً. ولأن McDonald بيناقش وسط أكاديمي ف حدد 6 معايير وضاف معيار سابع بعد كده يقيِّم بيهم إن كان في “تناص” أو علاقه نصيَّه ما بين نَصِّين. المعايير دي ذكرها McDonald في كتاب Does the New Testament Imitate Homer?: Four Cases from the Acts of the Apostles في المقدمه ما بين صفحة 2 و 15. والمعايير وشرحها كالتالي: (1) إن يكون النصّ المُحاكى مُتاح لمؤلف النصّ اللي فيه المُحاكاه الأدبيه أو الإعتماد الأدبي، (2) إن يكون في كُتَّاب تانيين إستخدو نفس النصّ هدف المُحاكاه وإستعاره منه themes مُعيَّنه، (3) لازم تكون كثافة التقاطعات بين النصوص عاليه بدرجه تقول إن التقاطعات دي مش مُصادفه، (4) لازم النصوص اللي بينهم مُحاكاه يكون بيظهر فيهم تشابه في ترتيب ]بعض[ الفقرات، (5) لازم يكون النصين بيشتركو في خصائص مُميزه تخلي العلاقه ما بينهم حصريه، بحيث إن تكون علاقة التناص محكومه بنصّين واحد بيُحاكي التاني حصراً، (6) والمعيار الأخير هو إن التناصّ يكون فيه نصّ بشكلٍ ما لما بيقتبس وحدات أو themes بيحاول يفسَّرها ويطوَّرها ويعدِّل عليها. المعيار السابع اللي ضافه بعد كده كان في كتاب The Gospels and Homer ص 6-7 وهو إن القارئ المعاصر لزمن كاتب النصّ وما بعده بقليل يكون لاحظ التقاطعات بين النصوص دي وشاف إنها imitations لبعض.

هنا إنت قدام باحث سواء إتفقت أو إختلفت مع نتايجه ف هو موضحلك منهجيته وفي كل كتاب بيحلل كل نقطه بيقف عندها وبيقولك التقاطع ده ما بين النصين بيحقق المعايير رقم كذا وكذا ومش بيحقق المعايير رقم كذا وكذا، وبالتالي بما إن منهجيته واضحه ف إنت تقدر تفهم هو بيقول إيه ووصل للإستنتاجات دي إزاي وإمتا تتفق معاه وإمتا تختلف معاه. أفتكر إن John Dominic Crossan في واحد من كتبه، على ما أذكر The Historical Jesus: The Life of a Mediterranean Jewish Peasant كتب في المقدمه إن إفتراضاته هي كذا كذا كذا ومبنيه على شغله السابق في الكتب والأوراق البحثيه اللي أسمائها كذا وكذا وشغل الباحثين التانيين بعناوين كذا وكذا ولو عايز تضرب الشغل بتاعي كله يبقا محتاج بشكل مباشر تنقد كذا وكذا. الفكره هنا إن الراجل حتى لو إختلفت معاه في نتايجه ف هو مش بيحوَّر عليك ولا بيصعب عليك نقد كلامه من خلال إنه يخفي مصادره أو إنه يقولك مش هاديك مصدر المعلومه عشان أنا scholar جامد وكلامي في حد ذاته مصدر. على الجانب الآخر فراس السواح اللي هو أساساً مش authority في المجال مدي نفسه الحق إنه يرمي الإدعاءات دي ويفترض علاقات نصيّه بين النصوص ويصدَّر للقارئ أفكار بإعتبارها ثوابت ونتائج أكاديميه لا تقبل الشكّ، وحتى لو كانت بعض النقط مُستقره ف هو لا بيدي مصدر ولا بيفهِّم القارئ جت منين. وطبعاً نتيجة النوع ده من القراءات هي قارئ عنده وهم المعرفه لكن في الحقيقه هو ميعرفش أي حاجه ولا حتى رؤوس أقلام، لدرجة إن لو عايز يدور في اللي قراه مش هايعرف أساساً يقرا إيه وفين ولمين.

خلي بالك لحد هنا كلامي كله عن إن فلان يعرف النص بتاع فلان ونقل منه، ما بالك بقا حجم الدليل اللي محتاج تجيبه عشان تقول متى ولوقا كان عارفين مرقس السري (وهم أساساً معرفوش كتابات بعض) وقررو مينقلوش منه أجزاء بس نقلو منه أجزاء تانيه (وهم بردو ميعرفوش كتابات بعض)! هاتثبتها إزاي دي؟ وكل ده من غير أي معايير ولا أي أدوات وبقلم واحد ميعرفش يوناني وبيترجم الإقتباسات من الإنجليزي من كتاب Morton Smith مكتشف مخطوطة مرقس السري.

(3) هبدة لم يجيء بمثلها الأولون ولا الآخرون

 

ص120 … بالرغم من نصوص العهد الجديد اللي عماله تقتبس من العهد القديم طول الوقت وبتسرد حياة المسيح في مقابل حياة موسى وإيليا وأعمال يهوه مع شعب إسرائيل في العهد القديم، إلّا إن فراس السواح قدر يعمل psychoanalysis للمسيح ويقولنا معلومه مفيش أي مصدر ليها بس هي جدعنه كده من عنده وهي إن المسيح إكتشف إن يهوه ده مش حقيقي -وخلي بالك المسيح إكتشف ده ورفضه من حداثته- وراح يبحث عن الإله الحق. والله كل اللي فات ده كوم، والهبده دي كوم تاني خالص. مين من متخصصي العهد الجديد يا سيد فراس قال إن يسوع التاريخي كان بيعتقد في إله غير إله العهد القديم؟ طب سيبك من مين، أنهي نص في العهد الجديد تفتق ذهنك إلى إستنتاج إنه بيقول إن إله العهد القديم مش هو الإله الحقيقي؟ يعني إيه مصادر سيادتك هنا كواحد بيحاول يجاوب سؤال يقع في حيِّز التاريخ؟ ده حتى القراءات اللي مش أرثذوكسيه تبنِّت نصوص تانيه أساساً في القرن التاني والتالت عشان تقدر توصل للقراءه دي، إنت إزاي جالك قلب تهبدها كده ومن جوا الأناجيل الأربعه؟ طبعاً الواحد لو قعد يجيب أمثله للمسيح وهو بيستخدم العهد القديم أو بيتكلم عن دوره بالمقارنه بأحداث وأنبياء ورسالة العهد القديم مش هانخلص. بس ده مثال كويس يبين إن الراجل بيرمي رأيه الشخصي وخلاص بدون أي إطلاع على مصادر لمتخصصين، زيه زي قطاع كبير بيستحل الكلام في الأديان طول ما مفيش حد بيراجع وراه.

(4 والأخير): أسطورة المصدر التاريخي المثال

إن كانت المستحيلات التلاته هي الغول والعنقاء والخل الوفي، ف الأسطوره الرابعه هي المصدر التاريخي اللي مش محتاج حد يشتغل عليه بشكل نقدي. دايماً لما بتتم مناقشة أي نص قديم، وخصوصاً النص الديني، بيتم طرح مجموعه من المعايير هي بالأساس مُستحيله الحدوث. ف مثلاً تلاقي واحد بيقولك أنا عايز مصدر مفيهوش أي تناقض ولو حصل فيه تناقض واحد يسقُط النص كله، أو عايز نصّ لم يمُر بأي مراحل تنقيح على مدار تناقله خلال الزمن. المعيارين دول من المُستحيلات. مفيش نص على مدار التاريخ يصلُح كمصدر تاريخي لا تتخلله نظرة المؤرخ الناقد، ومفيش نصّ مفيهوش variants. بخصوص نقطة ال variants ف كان في سلسه كتبتها عن تناقل نصوص بوذيه زي Aṭṭhaka-vagga و Ūdāda في أوساط مُحكمه وإزاي بردو حصلها تطوُّر و embellishment، هاحطلك اللينك في الكومنتات. وفي الجُزء ده من التعليق على كتاب السواح هاعلق على الإنتقاد المُتكرر للأناجيل بخصوص نقطة التناقضات.

مبدئياً خليني أقولك إن المُشكله محل النقاش سببها الأول هو إن في ناس تطرَّفت في الجانِب الآخر فبدأت تحط معايير وعناوين للنصوص هي في حد ذاتها معايير غير مُنصفه. ف مثلاً كل ما هاتبالغ في وصف الدقه التاريخيه للنص محل النقاش كل ما هايكون كافي للطرف الآخر إنه ينقد الدقه التاريخيه بعدد أقل من أمثله التناقضات. ف مثلاً لو قولت إن النصّ دقيق 100% ف يكفي للطرف الآخر إنه يقدملك تناقض واحد غير قابل للتوفيق harmonization أو محل واحد لعدم تاريخية حدث أو موقف أو شخص وساعتها هايبقا ضرب إدعاءك كله. عشان كده النعره الكدابه بتاعت أنا تحت إيدي نصّ المؤرخ ياخده وينقل منه التاريخ جاهز دي tone متطلعش من واحد فاهم يعني إيه تاريخ أو يعني إيه “تأريخ”. وبالتالي لما تلاقي اللي قدامك بيقولك النص كذا لا يصلح مطلقاً كمصدر للتاريخ لازم تكون فاهم إنه بيناقش واحد بيقول النص كذا هو مصدر مُطلق الصحه للتاريخ. والحقيقي الطرفين غلط!

طب الوضع إيه؟ الوضع هو إنك لما بتدرس نص قديم ف إنت في جدليه أكبر من جدلية التاريخ. في وسيط إنت مش شايفه أساساً وعمال بتُسقطه من المُعادله، الوسيط ده هو الأدب. يعني إيه؟ يعني مش كل تفصيله موجوده تحت إيدك هي “الماضي”، لأن في تفاصيل كتيره من اللي مكتوب محطوطه في قالب أدبي عشان يوصلك رساله أكتر ما الرساله في حد ذاتها هي سرد أحداث من الماضي. وبالتالي دور الناقد الأدبي والمؤرخ هو إنه يفرزو النصوص والمصادر والتيمات والأبنيه الأدبيه عشان يقدرو يميزو فين النص بيميل لصياغه أدبيه وفين النص بيستخدم الصياغه الأدبيه للتعبير عن التاريخ. يعني متقدرش تقطع الأدب والتاريخ بسكينه، متقدرش تفصل الماضي عن أدوات سرد الماضي، متقدرش تفصل التاريخ عن اللغه الأسطوريه اللي بيتميَّز بيها الأدب.

كلامي مش كلام apologetic، وأكاد أدعي إن المُشكله بالأساس هي المعايير اللي وضعها ال apologetics للنصوص وبعد كده مقدروش يلتزمو بيها وقت الجَد. وبالتالي في المقال ده أنا بحاول أحط النصّ في مكانه الصحيح، لا بتحويله ل flawless historical account ولا بتحويله ل purely fictional production. وهابتدي بنقطه مهمه وهي نقطة التناقضات. هل وجود تناقض في نص معناه إستحالة وجود تاريخ ورا النصّ كله؟ خلينا نرجع دقيقتين لمؤرخ يهودي من القرن الأول إسمه فلافيوس يوسيفوس. في كتاب Jewish Antiquities وتحديداً في الكتاب والفصل رقم 20.106-12 بيحكي عن ثوره حصلت في الهيكل ما بين سنة 48 و 52م، وبيقول إن في الثوره دي إضطرت كتيبة الوالي Ventidius Cumanus إنها تهاجم اليهود اللي في الهيكل وقتلت 20000 منهم. في كتاب Who Killed Jesus بيلاحظ John D. Crossan ملاحظه لطيفه وهي إن يوسيفوس في مكان تاني سرد نفس القصه وقال إن عدد اللي ماتو 30000. لو هاتتعامل مع كتابات يوسيفوس بنفس المعيار المُجحف هاتقول إن كتابات الراجل ده كلها لا يعول عليها تاريخياً، في حين إن الراجل عامل كتبه بالأساس كتأريخ للأمه اليهوديه، وبينه وبين الحدث اللي بيأرخله بضع عقود مش أكتر – هو بيكتب في آخر القرن الأول وبيتكلم عن حدث في منتصف القرن الاول.

مثال تاني لفكرة التناقض ممكن نشوفه ما بين مذكرات محمد نجيب “كنت رئيساً لمصر” ص171-173 ومذكرات خالد محيي الدين “الآن أتكلم” ص182-184. خلينا تحديداً نروح لحداثة إعدام محمد مصطفى خميس ومحمد عبد الرحمن البقري بعد مظاهرات شركة مصر للغزل والنسيج في كفر الدوار سنة 1952. بيحكي محمد نجيب في ص171 بصيغة “قيل لنا” إن سبب الإضراب في كفر الدوار كان الحركه الشيوعيه المعروفه بإسم الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني (حدتو)، في حين خالد محيي الدين اللي كان أقرب صلةً بالحركه الشيوعيه إن قيادات الحركه كانت بتنظر للإضرابات بنظرة “مستريبة”. بيتفق الإتنين على إن محمد نجيب هو اللي أمر بتشكيل مجلس عسكري ]خالد محيي الدين بيصفها بإنها “محكمة عسكرية”[ لبحث أسباب الإضراب، ولكن فجأه بيغير محمد نجيب لغته وبيحول الكلام للمبني للمجهول وبيقول “حُوكم 29 شخصاً أمام المجلس العسكري، حُكم على إثنين منهم بالإعدام وحُكم على 12 آخرون بأحكام مُختلفة، تتراوح ما بين 5 إلى 15 سنة، وأفرِجَ عن الباقي. كان اللذان حُكم عليهما بالإعدام هما: مُصطفى خميس ومحمد البقري وهما أصلاً من العُمَّال. وأرسل لي عبد المنعم أمين الحُكم للتصديق عليه .. وتوقفت .. كيف أصدِّق على حُكم بالإعدام وحركتنا لم يمض عليها سوى أسابيع قليلة .. وطلبت أنا أقابل خميس والبقري.”

قبل ما أكمل، خلي بالك إن الإتنين كانو في مجلس قيادة الثوره، يعني مش بنتكلم عن وجهتين نظر لناس بعيد عند بعض زمانياً ومكانياً أو ميعرفوش بعض. لما تقرا مذكرات خالد محيي الدين عن نفس الموقف هاتلاقي خالد محيي الدين بيحكي الموقف بطريقه بتصور محمد نجيب بإعتباره في السلطه ومسئول عن أحكام الإعدام، في حين إن محمد نجيب بيتجنب المسئوليه تماماً. عشان محمد نجيب يبعد المسئوليه عن نفسه بيدخل في سرد جانب نفسي لمقابلته مع خميس والبقري، وبيقول ‒وركِّز في اللغه‒ ووجدت على مكتبي أكوام من التقارير المُخيفة، التي تفرض علينا الخوف من الإضطرابات العمالية، وتطالبنا بالضرب على يد كل من يتصور إمكانية قلب العمال علينا .. وأحسست أنها تقارير كاذبة .. وأنها كُتبت بنفس الأسلوب الذي كان يكتب به البوليس السياسي تقاريره إلى الملك. لقد تغير العهد وتغير الرجال، لكن أسلوب هذه التقارير لم يتغير. وحضر مُصطفى خميس إلى مكتبي بالقيادة .. دخل ثابتاً .. مرفوع الرأس .. وكأنه في حفل زفاف .. طلبت منه أن يتعاون مع المدعي العام، ويشرح له الدوافع التي جعلته يفعل ذلك، أو ليقل لنا من وراءه .. ولكنه قال في إصرار: لا أحد ورائي. وقال: أنا لم أرتكب ما يستحق الإعدام. فلم أجد مفراً من التصديق على الحكم.” هنا محمد نجيب بيسرد حاجات متقدرش تتحقق منها، بيسرد جانِب شخصي حصل جوا مشاعره وجوا دماغه عشان يوريك إنه كان صادق وإنه مكانش عايز ينفذ حكم الإعدام وإنه كان مُجبر، لدرجة إنك هاتستغرب لما تقرا آخر جمله وهاتحس إنها مالهاش أي علاقه باللي قبلها! منين إنت شايف مصطفى خميس بطل مرفوع الرأس وشايف كل التقارير كاذبه ومكتوبه بإسلوب البوليس السياسي ومنين “لم تجد مفرّاً من التصديق على الحُكم”؟! يبدو إن في شيء مُريب، في شيء مش مُتَّسِق بين الروايتين، ولكن في نفس الوقت مقتدرش تقول إن الإتنين خاليين من التاريخ.

هنا بييجي دور المؤرِّخ .. مش إنه يرمي مصادره المُتاحه أو يقدسها. المؤرِّخ ناقد بالأساس. بيحاول يحلل مصادره عشان يشوف هم جابو معلوماتهم منين. لو رجعت مثلاً لمقدمة خالد محيي الدين لمذاكراته هاتلاقي بيقول حاجه لطيفه جداً: بيقول مثلاً إنه بالرغم من إنه سجل شرايط كتير فيها كل حاجه فاكرها إلا إن خبرة المُحاور اللي كان بيناقشه ساعدته كتير في تذكر ما غاب عنه وما تاه في طيات الزمن. ده يوريك إن عملية التذكر والتدوين مش مُجرَّد عمليه بيعملها الفرد لوحده ولكن مُحيطه بيساعده أو بيحبطه بحسب الظروف اللي حواليه. النقطه التانيه اللي بيقولها إنه بالرغم من إنه شاهد عيان إلا إنه إستعان بمصادر لناس تانيه، ف مثلاً بيشكر بعض الضابط الأحرار على الماده اللي قدموهاله سواء مسجله أو مكتوبه، وده معناه إن اللي بيكتب شئ مش بالضروره عشان هو شاهد عيان ميكونش عنده مصادر بيراجع بيها ذاكرته ويمكن أوقات بيعدل ذاكرته عليها وبيكمل بيها التفاصيل اللي عاشها لكن في نفس الوقت معرفهاش. وفي آخر paragraph في المقدمه بيقول إنه إختلف هو وزمايله معاصريه للأحداث على تفسير بعض الأحداث! وده معناه إن حتى شاهد العيان بيدمج ما بين الأحداث اللي بيرويها وما بين تفسيره للأحداث دي.

بعد كل اللي قريته ده، وأياً كان منظورك للأناجيل .. هل تعتقد إن الموضوع بالبساطه بتاعت إن في نصّ مُطلق التاريخيه أو نص مُطلق الخيال؟ وهنا يبان إن دور المؤرخ أكبر بكتير من مُجرَّد قراءة النصوص والتصديق عليها إو إستقاء الأحداث منها أو تجاهلها بحجة إن مفيهاش تاريخ أو الإستسلام ليها بالكامل بحجة إنها موحى بها. المؤرخ مش عايز كل الفرضيات دي بقدر ما هو عايز يفهم اللي كتب كتب ليه وكتب في ظروف عامله إزاي وإيه من اللي بيقراه ممكن يكون وراه حدث تاريخي ‒ حتى لو كان تم المبالغه في صياغة أو حجمه سواء بتنقيح أو زخرفه أدبيه. المؤرخ عايز يعرف عنده كام مصدر للحدث المروي، مصادره بترجع لسنة كام، علاقة مصادره بالحدث، طبيعة المصادر وطريقة سردها، تأثر المصادر وكاتبيها بالأدب، الظرف التاريخي والإجتماعي والإقتصادي اللي حوالين الحدث اللي بيدرسه، علاقة مصادره بالظروف دي، كل دي أسئله مهتم بيها المؤرخ أكتر بكتير من الأحكام المُعلَّبه بخصوص النص يتحط عليه label موثوق أو غير موثوق. وهنا نيجي لسؤال المعايير أو ال criteria of historicity، ودي عايزه سلسله لوحدها، ممكن نبتديها الإسبوع الجي بقا.

 

Similar Posts