مقدمات في منهجيات التفسير (٤): اللغويات الجنائية

اللغويات الجنائية Forensic Linguistics هي فرع من اللغويات وتحليل الخطاب Discourse Analysis بيوجّه مجهوده لرسم هوية الجُناه في قضايا القتل والإبتزاز وإنتحال الهوية والسرقات الأدبيه ونزاعات حقوق الملكية.
________________
أمثله لقضايا مشهوره ساهمت فيها اللغويات الجنائية:
________________
١- قضية The Unabomber
في أمريكا وفي يوم ٣ أبريل ١٩٩٦ نجح ال FBI في القبض على Theodore Kaczynski بعد ما تم تفتيش الكوخ اللي كان عايش فيه من سنة ١٩٦٩ ولقو فيه مواد متفجره وقنبله منزلية الصنع. ال FBI كان بقاله فتره طويله بيدور على Kaszynski وكان كل ما يوصلو لشخص ميطلعش هو اللي عامل القنابل ومكانوش عارفين يحددو هوية الشخص ده تماماً لإنه كان بيبعت القنابل في البريد من أماكن مُختلفه وإكتشفو بعد كده إن Kaczynski كان بيسافر ٣ أيام بعيد عن مكان سكنه عشان يحط القنابل في البريد. كمان Kaczynski بعت للشرطه وثيقه مطوله بيشرح فيها أسباب التفجيرات وكانت كلها موجهه ضد المُجتمع الحديث والتكنولوجيا وطلب نشرها مقابل إنه يوقف التفجيرات (ممكن تلاقيها على الانترنت بعنوان The Unabomber Manifesto، وهاتلاقي كتب تاني ل Kaczynski كتبها وهو في السجن).
________________
بسبب فكره جت ل James Fitzgerald قرر إنه يركز على لغة Kaczynski اللي إستخدمها في كتابة المانيفيستو عشان يحدد هوية الشخص ده. وبالفعل من خلال اللغه قدر يحدد إن الشخص ده عنده خلفيه أكاديميه لإنه كاتب المانيفيستو بنفس ال style بتاع رسايل الدكتوراه، وقدر يحدد إن الشخص ده غالبا معندوش عيله وغالبا مبيستخدمش تكنولوجيا خالص بسبب إنه مش بيشير ليها بشكل إيجابي أبداً في كتاباته وكلامه مش بيعكس أي نوع من المعرفه بالأخبار اللي في الراديو أو التليفزيون.
________________
لما إقترح Fitzgerald للشرطه إنهم يسمحو بنشر المانيفيستو في الجرايد زي ما طلب ال Unabomber إستجابت الشرطه على مضض لكن توقع Fitzgerald إن حد يتعرّف على ال style وأفكار الكاتب ويبلغ عنه. وبالفعل اللي بلغ عنه كان أخوه David اللي كان Theodore باعتله جوابات كتيره فيها نفس الأفكار منهم جواب طويل جدا هو أشبه بال abstract لنفس المحتوى اللي في المانيفيستو. لما الشرطه مسكت أول الخيط إكتشفو إن Theodore Kaczynski كان عامل بكالوريوس في جامعة Harvard وماجيستير ودكتوراه في الرياضيات في جامعة Michigan بالظبط زي ما Fitzgerald توقع. القصه كلها إتعملت مسلسل بعد كده إسمه Manhunt: Unabomber.
________________
٢- قضية دكتور Harold Shipman
سنة ٢٠٠٠ إتوجه إتهام لدكتور إسمه Harold Shipman بإنه قتل ١٥ من المرضى بتوعه ووصل عدد إجمالي ضحاياه المعروفين ل ٢١٨ وعلى الأرجح العدد الحقيقي حوالي ٢٥٠. Shipman إتمسك في الآخر بسبب إنه زيّف وصيه لآخر مريضه قتلها وكان إسمها Kathleen Grundy. بسبب الوصيه دي شكت بنت Kathleen وكانت محاميه إن في شئ غلط في الموضوع لإنها هي نفسها كانت مستلمه وصية Kathleen قبلها بفتره بسيطه. وبمقارنة اللغه اللي في الوصيه والخط المكتوبه بيه قدرو يثبتو إنها مش ل Kathleen ولكن للدكتور بتاعها Harold Shipman.
________________
٣- قضية سفاح Yorkshire
في الفتره ما بين ١٩٧٥ و ١٩٨٠ كان في سلسله من جرايم القتل وصلت لحوالي ١٣ سيده في مدينة Yorkshire في بريطانيا. واحد من الأدله اللي فضلت الشرطه تدور وراها كتير كانت تسجيل صوتي بعته القاتل سنة ١٩٧٩، وإستدعو Stanley Ellis عشان يحدد لهجة الشخص اللي في التسجيل وبالتالي يحدد مكان تربيته. Ellis قدر يحدد إن الشخص اللي بيتكلم إتربى في Sunderland وتحديداً إما في Southwick أو Castletown لكن غالباً عاش بعد كده في مكان تاني لإن لهجته باين فيها بعض التأثرات الدقيقه بلهجات مناطق مختلفه.
________________
سنة ١٩٨١ قبضت الشرطه على واحد إسمه Peter Sutcliffe عشان كان ماشي بأرقام عربيه مزيفه. وبعد فتره طويله من التحقيقات فجأه قال إنه هو السفاح اللي قاتل ١٣ وبيدورو عليه بقالهم ٦ سنين، وإعترف بده في المحكمه. المشكله كانت إنه مش من Sunderland وميعرفش حاجه عن التسجيل.
________________
بعد ٢٦ سنه من التسجيل ده (وتحديداً سنة ٢٠٠٥) قبضت الشرطه على واحد إسمه John Humble من مدينة Sunderland بتهمة إنه بيبعت جوابات وتسجيلات مزيفه للشرطه كأدله لبعض القضايا اللي بيتحقق فيها. وبمطابقة عينات إتاخدت من Humble لقوها متطابقه مع العينات اللي اتاخدت من الظرف اللي كان فيه الشريط اللي إتبعت سنة ١٩٧٩.
________________
طبعا في حالات أكتر من كده بكتير داخل فيها إستخدام ال Forensic Linguistics من ضمنها إتهامات اتوجهت للروائي Dan Brown بالتعدي على الملكيه الفكريه لروايات تانيه من خلال نقل بعض الفقرات والأفكار، وفي قضايا رفعتها شركات زي McDonald’s وشركات الملابس الرياضية على franchises حاولت تعمل logo مشابه ليها، وقضيه مهمه زي قضية المؤرخ Morton Smith ومخطوطة دير Mar Saba اللي تضمنت تحليل لغوي وخطابي وتحليل لمادة الحبر من صوره أبيض وأسود كان صورها Smith للمخطوطه قبل إختفاءها من الدير لحد ما نشر G. A. G. Stroumsa ورقه بحثيه سنة ٢٠٠٣ بتأكد إنه شاف المخطوطه بنفسه سنة ١٩٧٦ في زياره للدير مع اتنين professors من الجامعه العبرية (David Flusser و Shlomo Pines) وإن Smith مزورش المخطوطة.

Similar Posts