العهد القديم: 7- البحث عن الآباء في التاريخ – مايكل لويس
- تكوين التوراة – مايكل لويس
- تكوين التوراة – الفصل الثاني: نشأة الحكم الملكي – مايكل لويس
- تكوين التوراة -الفصل الثالث: مملكة داود وسُليمان – مايكل لويس
- تكوين التوراة – الفصل الرابع: يهوذا واسرائيل – مايكل لويس
- تكوين التوراة – الفصل الخامس: التقليد اليهوي والتقليد الإيلوهيمي – مايكل لويس
- تكوين التوراة – الفصل السادس: التقليد الكهنوتي – صراع موسى وهارون – مايكل لويس
- تكوين التوراة – الفصل السابع: التقليد الكهنوتي – الطوفان كمثال – مايكل لويس
- تكوين التوراة – الفصل الثامن: يوشيا الملك وانهيار مملكة يهوذا – مايكل لويس
- تكوين التوراة – الفصل التاسع: التقليد التثنوي – كتب التأريخ التثنوي – مايكل لويس
- تكوين التوراة – الفصل العاشر: التقليد التثنوي – الإصدار التثنوي الأول – مايكل لويس
- تكوين التوراة – الفصل الحادي عشر: التقليد التثنوي – الإصدار التثنوي الثاني – مايكل لويس
- تكوين التوراة – الفصل الثاني عشر: المُفارقة الكُبرى والمُحرر الأخير – مايكل لويس
- العهد القديم: 1- أنواع ومنهجيات البحث – مايكل لويس
- العهد القديم: 2- الخلق والتكوين – مايكل لويس
- العهد القديم: 3- من قايين وهابيل إلى ما قبل الطوفان – مايكل لويس
- العهد القديم: 4- من الطوفان إلى آباء ما بعد الطوفان – مايكل لويس
- العهد القديم: 5- دورة حياة إبراهيم – مايكل لويس
- العهد القديم: 6- دورة حياة يعقوب ويوسف – مايكل لويس
- ☑ العهد القديم: 7- البحث عن الآباء في التاريخ – مايكل لويس
علماء الأركيولوجي بيقسموا الفترة من 3500 ق.م. إلى 586 ق.م. إلى كذا حقبة تاريخية كالتالي:
- العصر البرونزي المُبكر (من 3500 إلى 2200) ق.م.
- العصر البرونزي الأوسط المُبكر (من 2200 إلى 2000) ق.م.
- العصر البرونزي الأوسط (من 2000 إلى 1550) ق.م.
- العصر البرونزي المتأخر (من 1550 إلى 1150) ق.م.
- العصر الحديدي الأول (من 1150 إلى 900) ق.م.
- العصر الحديدي الثاني (من 900 إلى 586) ق.م.
طيب، هو احنا المفروض نبدأ ندور في أنهي حقبة زمنية؟
السبي البابلي حصل حوالي سنة 586 ق.م.
بوضع الأعمار اللي في سفر الملوك في الاعتبار، بنلاقي ان سليمان كان زمنه ما بين 970 إلى 931 ق.م.، وداود من 1005 إلى 970 ق.م.
سفر الملوك (1 مل 6: 1) بيقولنا ان سليمان بدأ يبني الهيكل في السنة الرابعة من مُلكه، اللي هي 480 سنة بعد الخروج من مصر، يعني الخروج بيحصل تقريبًا حوالي سنة 1450 ق.م.
سفر الخروج (خر 12: 40) بيقولنا ان شعب بني اسرائيل قعدوا في مصر 430، يعني بدأوا يكونوا موجودين في مصر حوالي 1880 ق.م.
لو أضفنا ليهم حوالي 200 مثلًا، اللي هي أعمار الآباء واحنا واضعين في الاعتبار التقاطعات بين حيواتهم، هنوصل لإن ابراهيم ابتدا يروح لأرض كنعان حوالي 2100 ق.م. في فترة العصر البرونزي الأوسط المُبكر.
بعض الباحثين الآخرين، نتيجة للاعتماد على طرق مُختلفة في حساب التواريخ، وضعوا الآباء في العصر البرونزي الأوسط، واحيانًا في العصر البرونزي المتأخر.
طب ايه المميز في قصص الآباء ممكن يساعدنا نبدأ في البحث؟
لو ركزت في المقالتين اللي فاتوا، هتلاحظ في سمات معينة للقصة، زي:
- الاعتماد على الجمال في الترحال والتجارة.
- ذكر الفلسطينيين وملكهم ملك جرار.
- ذكر شعوب زي شعوب أرام وموآب وامون وأدوم.
- ذكر شعوب الصحراء (شبه الجزيرة العربية) وامبراطوريات الشرق.
خلينا ناخد كل نقطة منهم ونشوفها واحدة واحدة.
الاعتماد على الجمال في الترحال والتجارة:
الحقيقة ان الاعتماد على الجمال في المنطقة دي في التجارة بالشكل المكثف اللي بيوصفه التكوين دا، متمش غير في القرنين التاسع والتامن ق.م.!
الكلام دا مش بس معناه ان القصص دي محصلتش بالشكل الموصوف، لكن ان كاتب القصة نفسه عاش بعد القرنين التاسع والتامن ق.م.
التنقيبات اللي تمت في المناطق دي كشفت زيادة مُفاجأة في عظام الجمال بترجع للقرن السابع ق.م.، والعظام كلها كانت لجمال بالغة، مما يرجح استعمالهم في التجارة مش مجرد استعمالهم كقطيع محلي. فهو في الفترة دي بس اللي الجمال انتشرت وتم استعمالها بالشكل المُكثف دا في المنطقة دي لدرجة كافية من أنه يجعل استعمالها في النصوص الأدبية شيء ثانوي زي ما حاصل في سفر التكوين.
ذكر الفلسطينيين وملكهم ملك جرار:
الحقيقة ان الفلسطينيين مكانوش موجودين في المنطقة دي غير بعد حوالي 1200 ق.م.، حيث ان دا مش مكانهم الأصلي، لكنهم جم من شرق المتوسط وحاولوا يهجموا على مصر في زمن رمسيس الثالث وهو اللي صدهم فاستقروا بعدها في المكان المذكور.
التنقيبات اللي تمت في منطقة تل أبو هريرة (اللي بيُعتقد انه جرار قديمًا) في شمال غرب بئر سبع كشفت انه في العصر الحديدي الأول كانت المنطقة دي مجرد قرية صغيرة لا تُذكر، لكن في أواخر القرن الثامن ق.م. والقرن السابع ق.م. أصبحت المنطقة دي قوية ومُحصنة بشكل قوي تحت الولاية الآشورية.
ذكر شعوب زي شعوب أرام وموآب وامون وأدوم:
شعب أرام أول ذكر ليه في التاريخ بيحصل في حوالي 1100 ق.م.، وبيصبحوا قوة ذو أهمية في حوالي القرن التاسع ق.م. بالنسبة لمملكة اسرائيل في الشمال. من ناحية، ف شعب أرام ومملكة اسرائيل كان في بينهم حروب من وقت لآخر بشكل مستمر، ومن ناحية تانية، فكتير من شعب مملكة اسرائيل آرامي الأصل حتّى ان يعقوب كان اوقات بيُقال عليه آرامي (تث 26: 5). التوترات الموصوفة بين يعقوب ولابان بتعكس التوترات السياسية اللي كانت بتمر بيها اسرائيل وآرام في القرنين التاسع والتامن ق.م.
فيما بعد بنلاقي أن في (تك 31: 51 لـ54) بيتم وضع حدود بين لابان ويعقوب (آرام واسرائيل)، وطبعًا مش شيء غير متوقع اطلاقًا، ان النص دا يكون تبع التقليد الإيلوهيمي.
لما بنيجي برضو بعد كدا لموآب وأمون، بنلاقي أنه في خلال القرنين التامن والسابع ق.م. علاقتهم كانت عدائية مع مملكتين اسرائيل ويهوذا، وبالتالي مبيبقاش في مُفاجأة ان قصة أصولهم (المُنتمية للتقليد اليهوي) تبقى بتهينهم بالشكل المذكور دا باعتبارهم ابناء زنا محارم من بنات لوط بأبيهم اللي بيظهر في القصة يأسهم لإن يكون ليهم نسل، حتى لو بالشكل المُهين دا!
وبالنسبة لأدوم (المنسوب شعبها لعيسو، اخو يعقوب)، فاحنا بنلاقي ان هي ملهاش وجود سياسي مميز ولا كان ليها ملوك حقيقيين قبل القرن التامن ق.م.، هي فقط بيكون ليها وجود بيُذكر في المصادر فقط بعد احتلال آشور للمنطقة. الأدلة الأركيولوجية برضو في النقطة دي بتشير ان المنطقة دي مبدأتش تكون مأهولة بالسكان ولا يكون فيها قلاع قبل أواخر القرن التامن ق.م.، وموصلتش لذروتها غير في القرنين السابع والسادس ق.م.
ذكر شعوب الصحراء (شبه الجزيرة العربية) وامبراطوريات الشرق:
التكوين بيوصف اسماعيل بأنه “رجلًا كالحمار الوحشِ، يده مرفوعة على كل إنسان، ويد كل إنسان مرفوعة عليه”. واللي بتوضحه التنقيبات أن التجارة العربية بدات تزدهر في منطقة الشرق الأوسط في الوقت اللي بدأت فيه اشور تكون امبراطورية مُهيمنة. بنلاقي بعد كدا سفر التكوين (25: 12 لـ16) بيبدأ في سرد اسماء بني اسماعيل، واللي بتكون أساميهم مُقابلة لقبائل عربية بدأت تزدهر وتُذكر في النصوص البابلية والآشورية في القرنين التامن والسابع ق.م.
برضو قصة حرب الأربع ملوك اللي ثاروا على كدرلعومر ملك عيلام المذكورة في (تك 14)، بتوضح اسامي مدن زي “قادش” (اللي بيتم عادة مطابقتها بتل القويدرات في شرق سينا) و”تامار” باعتبارها مدن مأهولة بالسكان وقت ما الحرب حصلت، في حين أن التنقيبات بتوضح أن المناطق دي مبدأتش تكون مأهولة بالسكان غير في حدود القرن 8 ق.م.، وكمان بيوضح ارتباط اشور بنهر الفرات (تك 2: 14)، وبنلاقيه على علم بالمدن الرئيسية باشور زي نينوى عاصمة اشور في القرن السابع.
اخيرًا، بشكل عام هتلاحظ ان التقليد الإيلوهيمي وقصص يعقوب مرتبطة بأماكن موجودة في الشمال (في مملكة اسرائيل التاريخية)، بينما التقليد اليهوي وقصص ابراهيم معظم الوقت بتكون مرتبطة باماكن موجودة في الجنوب (في مملكة يهوذا التاريخية). التقليد الإيلوهيمي تم كتابته غالبًا قبل التقليد اليهوي، قبل ما مملكة اسرائيل تنهار على ايد مملكة اشور، وبعد ما انهارت اتكتب التقليد اليهوي باعتباره نص تأسيسي لفكرة وحدة كل الشعب العبراني (Pan Israelite Nation) بسيادة مملكة يهوذا (المتمثلة في قصص ابراهيم بكونه الأب الأكبر ليعقوب).
لما تقرا نصوص سفر التكوين وتجتهد في فهمها في ضوء البحث التأريخي، هتلاقي أن الآباء (وشخصيات سفر التكوين عامًة) مش شخصيات تأريخية موجودة في التاريخ، لكنها شخصيات أسطورية مكتوبين في نص ميثولوجي بيعكس أحداث ولاهوت وسياسات بتحصل في القرن السابع ق.م. باعتبارهم هما نفسهم خريطة حية للمنطقة في الوقت دا.