3311331

العهد القديم: 6- دورة حياة يعقوب ويوسف – مايكل لويس

المقال رقم 18 من 18 في سلسلة تكوين التوراة

دورة يعقوب

بيبدأ التقليد الإيلوهيمي دورة يعقوب في الاصحاح 28 (الاعداد من 10 لـ22 ماعدا الأعداد 10ب، 11، من 13 لـ16، 19ب، 21ب)؛ يعقوب بيخرج من بئر سبع (المكان اللي انتهى إليه ابراهيم في التقليد الإيلوهيمي بعد تقدمة اسحق ذبيحة) وبيروح لمكان ما وبينام فيه، وبيحلم بسلم بيربط بين السما والأرض وملائكة إيلوهيم طالعين ونازلين عليه وبيقوم يعقوب من الحلم خايف، فبيضع حجر ويصب عليه زيت وبيسمي المكان “بيت إيل” وبينذر نذر بيقول فيه ان الله “إيلوهيم” لو فضل معاه، ف أي حاجة او رزق هيجيله هيؤدي عُشره لله.

التحريرات اللي تمت على النص هي تحريرات يهوية بتوضح ان المكان اللي كان فيه يعقوب دا كان في حاران.

فيما بعد اصحاح 29 بيتكلم عن ذهاب يعقوب للابان في الشمال باتجاه حاران وزواجه من بناته ليئة وراحيل، النص كله نص إيلوهيمي ما عدا بعض الأعداد هي تحريرات يهوية (يمكن الرجوع لكتاب يوريه لفهم انهي نصوص هي التحريرات اليهوية)، النص الإيلوهيمي بيوضح ان يعقوب بيُعجب براحيل وبيطلب من لابان يتجوزها فبيطلب لابان من يعقوب انه يشتغل عنده لمدة 7 سنين، وبالفعل دا اللي بيحصل لكن لابان بيخدع يعقوب وبيجوزه ليئة لانها البنت الكبيرة، بيشتغل يعقوب 7 سنين كمان عشان يتجوز راحيل، النص الإيلوهيمي بدون التحريرات اليهوية بيوضح ان غالبًا لابان كان اخو يعقوب مش عمه، ونظرًا للنفور من علاقة بالشكل دا بيكون تحرير اليهوي في انه بيأكد بشكل متكرر على ان لابان يبقى عم يعقوب، مش اخوه، التقليد الإيلوهيمي إلى حد ما بيتعامل مع الـcharacters بتوعه بافتراض ان القاريء عنده نوع من الـfamiliarity عنهم من الفلكلور الشعبي، لكن اليهوي بيصيغ التاريخ وبيحكيه من الأول للقاريء.

فيما بعد بيحكي التقليد الإيلوهيمي ميلاد ابناء يعقوب (من29: 21 لـ30: 24، لمعرفة التحريرات اليهوية يمكن الرجوع للكتاب)، التقليد الإيلوهيمي بيحكي ميلاد 6 ابناء فقط ليعقوب في النص دا (السابع بيكون في اصحاح 35)، اللي هما:

  • رأوبين (من ليئة)
  • دان (من بلهة خادمة راحيل)
  • نفتالي (من بلهة خادمة راحيل)
  • يساكر (من ليئة)
  • زبولون (من ليئة)
  • يوسف (من راحيل)، اللي جه منه منسّى وافرائيم
  • بنيامين (من راحيل) في اصحاح 35

ابناء يعقوب بحسب التقليد الإيلوهيمي بيكونوا 7 ابناء، القصة بتعرض نوع من التنافس ما بين ليئة وراحيل شبه اللي حصل في التقليد اليهوي بين سارة وهاجر، أحد النصوص اللي بتوحي بفكرة الـ7 ابناء هي (تك 43: 34، وتك 45: 22)، اللي بيحصل فيهم ان يوسف بيدي لبنيامين هدايا قد اخواته 5 مرات، لو عدد الابناء 12، ف ان بنيامين ياخد قدهم 5 مرات يبدو انه رقم اعتباطي، لكن لو عددهم 7، ف دا معناه ان بنيامين خد هدايا من يوسف قد اخواته الباقيين (رأوبين- دان- نفتالي- يساكر- زبولون) مُجتمعين.

المُحرر اليهوي بيضيف ميلاد:

  • شمعون (من ليئة)
  • لاوي (من ليئة)
  • يهوذا (من ليئة)
  • جاد (من زلفة خادمة ليئة)
  • أشير (من زلفة خادمة ليئة)
  • دينا (من ليئة)

وبالتالي بحسب المُحرر اليهوي ليئة بيُولد منها 7 (رأوبين، يساكر، زبولون، شمعون، لاوي، يهوذا، دينا).

الابناء اللي بيشكلوا اسباط مملكة الجنوب (مملكة يهوذا) مش موجودين في التقليد الإيلوهيمي (اللي هما شمعون ولاوي ويهوذا)، وبيكونوا برضو مُختفيين في نشيد دبورة (قض 5) اللي بيعتبره كتير من النُقاد احد أقدم الاناشيد في العهد القديم.

فيما بعد بيستمر التقليد الإيلوهيمي من (31: 4 لـ32: 1)، وبحسب التقليد الإيلوهيمي ان بعد ما يعقوب بيخلف، بياخد ليئة وراحيل ويهربوا من لابان، وبيبان يعقوب في النص ان لابان كان ظالمه بالعمل عنده وبانه اخد مهر بناته منغير ما يديلهم منه اي شيء، فيما بعد بيجري لابان ورا يعقوب لكن إيلوهيم بيظهر للابان في حلم وبيحذره من أذية يعقوب فاللي بيحصل بعد كدا انه هو ويعقوب بيتصالحوا.

التحريرات اليهوية على النص (يُمكن معرفتها بالرجوع للكتاب) بتبدأ من (تك 30: 25) اللي بيظهر فيها يعقوب كشخص مُخادع- trickster للابان، اليهوي بيحط يعقوب في السياق دا كتفسير لاسمه (يعقب- יעקב) من (عقب- עקב) اللي معنى اسمه زي ما فسره اليهوي “القابض على العقب” (تك 25: 26)، لكن كلمة (عقب- עקב) بتعني برضو (الخداع او المراوغة) زي ما استعملها هوشع (هو 12: 4): “من البطن حاول خداع “עקב” أخيه”.

فيما بعد بينتقل التقليد الإيلوهيمي لقصة صراع يعقوب مع الله، اللي بيحصل ان يعقوب بيظهرله رجل وبيفضلوا يتصارعوا لحد طلوع الفجر وبيسأل يعقوب الرجل اللي بيصارعه انه يباركه، فبيباركه وبيتحول اسم يعقوب في الوقت دا لـ”اسرائيل” لانه صارع الله والناس وغلب، بيستوعب فيما بعد يعقوب ان اللي صارعه دا كان الله (نصوص أُخرى بتستعمل ملاك الله كتخفيف من حدة ظهور الله لإنسان) وبيسمي المكان فنوئيل، واللي معناها “وجه الله”، لإنه رأى الله وجهًا لوجه ونجى فبتكون القصة تفسير لتسمية “فنوئيل”.

في تحرير التقليد اليهوي للنص بيضع اليهوي تفسير لعادة موجودة عند اليهود وهو كوشر معروف باسم “Gid Hanasheh” وهو عدم أكل عصب الورك- Sciatic nerve.

بعد كدا بينتقل التقليد الإيلوهيمي للقاء يعقوب مع عيسو، في التقليد الإيلوهيمي بحسب تقسيمة يوريه، بيتضح ان مقابلة يعقوب مع عيسو هي مقابلة بين اتنين اخوات متقابلوش لزمن طويل جدًا، مش بيبقى يعقوب خايف من عيسو لإن اصلًا مكانش في صراع بينهم في التقليد الإيلوهيمي، بعد مقابلة عيسو بيوصل يعقوب لأرض شكيم في كنعان وبيخيم فيها، وبعدها (في اصحاح 35) بيقول يعقوب لأهله وباقي اللي معاه انهم هيروحوا لبيت إيل ويبنوا مذبح لله زي ما وعد قبل كدا (في تك 28) وبيطلب منهم ازالة الآلهة الغريبة قبل صعودهم لبيت إيل، فبيدفنها يعقوب في شكيم قبل ما يطلعوا لبيت إيل، ولما بيوصل بيبني مذبح وبعد كدا بيمشوا و وهما على طريق افراتة (بيت لحم) بتولد راحيل بنيامين وبتموت وهي بتولده وبالشكل دا بتنتهي دورة يعقوب في التقليد الإيلوهيمي.

دورة يعقوب في التقليد الإيلوهيمي ليها بناء حلقي (Chiastic structure- Ring structure)، ممكن تبص للقصة انها مشيت بالشكل دا:

  • حلم يعقوب في بيت إيل.
    • مقابلة يعقوب مع اخوه لابان.
      • خداع لابان ليعقوب.
        • التسابق على الإنجاب.
          • هرب يعقوب (31: 4لـ16).
        • ملاحقة لابان ليعقوب وتصالحهم.
      • صراع يعقوب مع كائن إلهي-الله.
    • مقابلة يعقوب مع اخوه عيسو.
  • رجوع يعقوب لوفاء النذر في بيت إيل.

التقليد الإيلوهيمي بيجعل من بيت إيل مكان مُقدس وليه أهمية كبيرة عنده، التقليد اليهوي بعد كدا في تحريره للتقليد الإيلوهيمي بيشوه الرؤيا دي شوية عن طريق اضافة اسامي اخرى للمكان زي ان اسمه لوز، وعن طريق انه بيوضح ان دبورة (مُرضعة رفقة) لما ماتت تم دفنها تحت بيت إيل وهكذا.

التقليد الإيلوهيمي الـcharacters بتوعه إلى حد ما one dimensional، يعقوب بيتم تقديمه كشخص مُجتهد في العمل وكريم لاقربائه، لابان تم تقديمه انه مُخادع، التقليد اليهوي بيجعل الـcharacters اكتر “بشرية”، وبيصبح فيه يعقوب شخص مُخادع بيبدأ من خداعه لاخوه عيسو في كذا مرة، وبيخدع لابان، وبيخدع اسحق ابوه.

التقليد اليهوي بيربط بين يعقوب واسحق وابراهيم، وبيجعل من لابان عم يعقوب مش اخوه، وبيضيف التقليد اليهوي قصة اغتصاب دينا بنت يعقوب من أهل مدينة شكيم، وانتقام اخويها (شمعون ولاوي) ليها عن طريق انهم بيدخلوا المدينة ويذبحوا أهلها.

وبنلاحظ ان التقليد اليهوي في ربطه ما بين اسحق ويعقوب، انه بيخلي اسحق يخلف من رفقة توأمين، هما عيسو ويعقوب، وبياخد عيسو فيما بعد زوجة من ابناء اسماعيل وبيصبح هو أبو أدوم في جنوب يهوذا (بص على الصورة)، وبيكون في صراع بين عيسو ويعقوب لإن يعقوب سرق منه حق البكورية الإلهي زي ما بتستمر القصة في التقليد اليهوي.

على الجانب الآخر، بنلاقي ان يعقوب بيتزوج من أقصى الشمال من أرام وبيتزوج من بنات لابان.

61

التقليد الكهنوتي ملوش اضافات كتير فيما يخص تاريخ الآباء، لكنه في (تك 35: 9لـ15) بيوضح ان الله ظهر ليعقوب وعرف نفسه باعتباره “إيل شاداي” وحول اسمه من يعقوب لاسرائيل، الغرض هنا ان الكهنوتي عايز يسيب انطباع ان السبب لتغيير اسم يعقوب مش في انه صارع إيلوهيم، لكن لان ببساطة إليوهيم كان عايز يغير اسمه وبس على كدا، فيما بعد بيسرد الكهنوتي اسماء ابناء يعقوب ووفآة اسحق، وبيسرد سلالة عيسو وبسلسلة الانساب دي بيربط الكهنوتي بين دورة يعقوب ودورة يوسف.

دورة يوسف

دورة يوسف منقدرش نقول انها بتنتمي لتقليد مُحدد بعينه، لكن بيتم التعامل معاه انه بشكل عام منتج إيلوهيمي-يهوي (JE)، بعض العناصر بيبقى واضح انتمائها بظبط لانهي تقليد، لكن القصة بشكل عام في صورتها النهائية بنقرأها كوحدة واحدة باعتبارها قصة قصيرة أو novella، دورة يوسف بتبدأ من الاصحاح 37 عدد 2 لحد نهاية سفر التكوين في الاصحاح 50.

القصة بتبدأ في عدد 2 بأن الكاتب بيقولنا “وهذه سيرة ابناء يعقوب/ وهذه سيرة عائلة يعقوب”، في دورة يوسف بتبدأ القصة تتحول من ان الله بيتعامل مع شخص محدد بعينه (زي ابراهيم ويعقوب قبل كدا) لإنه يبقى بيتعامل مع جماعة كاملة. النظرة دي بيتم تأكيدها مرة تانية في نهاية دورة يوسف في الاصحاح 49 بمباركات يعقوب لابنائه لحد ما في عدد 28 من الاصحاح 49 بيقول “هؤلاء كلهم أسباط إسرائيل الاثنا عشر، وهذا ما قال لهم أبوهم. وباركهم: كل واحد بركته باركهم.”، بالشكل دا فقصة يوسف بتخدم باعتبارها بتهيأنا لظهور الشعب العبراني ككل فيما بعد في الكتاب الثاني من التورآة، وهو سفر الخروج.

بتبدأ القصة بانها بتوضحلنا ان يوسف كان ابن يعقوب المُفضل وان يعقوب عمله قميص مخصوص، مش بس كدا، لكن يوسف كمان عنده موهبة الأحلام والرؤى، في بداية القصة بنلاقي ان يوسف بيشوف حلمين اللي بيحصل فيهم بيوحي ان اخواته هيسجدوا ليه وهو في وسطهم، وبالتالي اخوته بيشعروا بالغيرة منه وبيحاولوا يتآمروا عليه عشان يقتلوه. ف بعد كدا وهما بيرعوا الغنم في الحقل بيطلب يعقوب من يوسف انه يروحلهم يطمن عليهم، ولما بيوصل واخواته بيشوفوه بيتآمروا عليه عشان يقتلوه، وبيقرروا انهم يقتلوه ويرموه في احد الآبار.

اللي حصل بعد كدا بيكون مختلف ما بين التقليدين الإيلوهيمي واليهوي.

بحسب التقليد الإيلوهيمي بنلاقي ان رأوبين اتدخل عشان يمنع موت يوسف، وبيقولهم نرميه في البير وبس على كدا، لإن غرضه فيما بعد انه يطلع من البير ويرجعوا لأبوه (37: 21 لـ23). لكن اللي بيحصل ان خواته بيرموه في البير وبيلاقوا فيما بعد مجموعة تُجار مديانيون فبيطلعوه من البير ويبيعوه كعبد ليهم (37: 28أ). ولما رأبوين بيكتشف الموضوع بيمزق ثيابه من الحُزن (37: 29 و30)، وبعد كدا بنلاقي ان المدينانيون باعوه في مصر لفوطيفار رئيس حرس فرعون (37: 36).

القصة موجودة هي هي بظبط في التقليد اليهوي، لكن في التقليد اليهوي بيكون يهوذا هو اللي بيخلصه من الموت، اللي بيحصل في التقليد اليهوي ان اخواته وهما بيقرروا يقتلوه بيلاقوا قافلة من الإسماعيليين رايحيين على مصر، فبيقترح يهوذا ان بدل ما يقتلوا اخوهم انهم يبيعوه للإسماعيليين (37: 25 ب لـ27 و28ب)، واللي بيحصل بعد كدا ان الإسماعيليين بيبيعوه لفوطيفار رئيس حرس فرعون (39: 1).

دورة يوسف بيتخللها في النص في الاصحاح 38 قصة يهوذا وثامار، منقدرش نقول بظبط ان القصة جزء من دورة يوسف، لكنها مع ذلك مش بالضرورة تكون totally irrelevant، اللي بيحصل في القصة اننا بنلاقي ان يهوذا بيكون عنده 3 أولاد، عير وأونان وشيلة، ف يهوذا بيزوج عير لبنت اسمها ثامار، لكن عير بيموت قبل ما يخلف. فاللي بيحصل ان يهوذا بيقول لأونان، ابنه الثاني انه يدخل هو على ثامار ليقيم لأخيه نسل، عادة (او فيما بعد شريعة) معروفة باسم Levirate marriage، او بعض الترجمات هتكون “واجب الصهر”، وبيكون بحسب العادة (الشريعة) دي ان لو الزوج مات بدون ما يجيب نسل من زوجته، فالمفروض أخو الزوج دا يتزوج أرملة اخوه ليقيم نسل عنه. المهم ان اللي بيحصل بعد كدا ان أونان بيرفض انه يقيم نسل لأخيه وانه لما بيدخل على ثامار بيستمنى على الأرض، وكنتيجة بيعاقبه الله بالموت وبيموت أونان. بعد موت عير وأونان، بنلاقي ان يهوذا خايف انه يقول لشيلة ابنه التالت انه يدخل على ثامار، فبيقولها ترجع لبيت أبوها لإن شيلة لسة صغير. بتمر بعد كدا السنين وبنلاقي ان زوجة يهوذا ماتت وابنه شيلة كبر ومع ذلك مزوجهوش لثامار لإقامة نسل. فاللي بيحصل ان ثامار بعد كدا بتروح تقابل يهوذا بدون ما يعرفها عن طريق انها بتلبس خمار وتغطي وشها. عادة لبس الخمار والتغطية الوش في الوقت دا كانت عادة معروف ان اللي بيعملها هما مومسات المعابد، زي شمحات في ملحمة جلجامش كدا، فلما يهوذا بيشوفها مختمرة بيفتكرها مومس وبيطلب انه يدخل عليها، فبيقولها انه هيديها جدي ماعز من الماشية، ف ثامار بتقوله اديني رهن لحد ما تبعته، وبتطلب انها تاخد رهن من يهوذا العصاية بتاعته والخاتم والعقال. فبتاخدهم وبيدخل عليها يهوذا وبتحبل منه. فلما يهوذا بعد كدا بيروح عشان يجيبلها جدي الماعز بتخلع ثامار الخمار وبتلبس لبسها العادي وتمشي وبيرجع بعد كدا يهوذا مش بيلاقيها. بعدها بـ3 شهور بيعرف يهوذا ان ثامار حامل وبيتقاله انها حملت من الزنا فبيحكم عليها يهوذا انها تتحرق، فلما بعد كدا ثامار بتواجهه بتوريله العصاية والخاتم والعقال وبتقوله انها حامل من الراجل اللي الحاجات دي ليه وبالتالي بيعرفها يهوذا وبيقول في النهاية “هي أبر مني، لأني لم أزوجها لشيلة ابني”.

بقدر ما القصة تبدو مثيرة للاشمئزاز لأي قاريء معاصر سوي، لكن في القصة ثامار معملتش اي حاجة غير انها كانت بحسب العادات/الشريعة في الوقت دا بتُقيم نسل لزوجها اللي هي مُخلصة ليه.

بنرجع فيما بعد لقصة يوسف تاني وهو في مصر، واللي بيحصل ان امرأة فوطيفار بتطلب من يوسف انه ينام معاها لكن يوسف بيرفض، فبتتبلى عليه وتقول انه هو اللي كان عايز ينام معاها وكنتيجة بيترمي يوسف في السجن. القصة هنا شبيهة بقصص أُخرى كانت موجودة في مصر زي مثلًا “The Tale of two Brothers” اللي حابب ممكن يروح يقرا عنها.

المهم ان اللي بيحصل بعد كدا ان يوسف وهو في السجن بيكتشف الناس قدرته على تفسير الأحلام، وكنتيجة للموهبة دي بيقدر يوسف انه ينقذ مصر من مجاعة شديدة، فبيخرج يوسف من السجن وبيصبح وزير وتاني أهم واحد في مصر بعد فرعون.

بعد كدا لما المجاعة بتشتد في كنعان، بنلاقي ان اخوة يوسف بيجوله مصر، في الاول بيجوا بدون يعقوب وبنيامين اخوهم الصغير، فلما اخوة يوسف بيجوا لمصر يوسف بيعرفهم لكن هما مش بيعرفوه، وبيهمهم يوسف انهم جواسيس، فبيقولوله انهم مش جواسيس لكنهم 12 أخ لأب واحد في كنعان، فبيقولهم لو كلامكم صح يبقى تتحبسوا كلكم وواحد بس منكم اللي يرجع يجيب اخوكم الصغير عشان اتأكد ان كلامكم صح، بعدها بـ3 ايام الحُكم بيتخفف شوية، فبيسمحلهم كلهم يروحوا يجيبوا اخوهم لكن واحد منهم بس هو اللي يفضل مسجون، فبيرجعوا كلهم لكن بيفضل شمعون في مصر. بيروح بعد كدا اخوة يوسف يجيبوا اخوهم الأصغر بنيامين وبيرجعوا بيه لمصر، وبرضو يوسف المرة دي مش بيكشف عن هويته، فبيستقبلهم ويديهم أكل وفي النهاية وهما ماشيين بيحط يوسف كأس من الفضة في شنطة بنيامين، وبمجرد ما اخوته بيتحركوا بيبعت وراهم ناس يفتشوهم وهو بيتهمهم بالسرقة، وبالفعل بيلاقوا الكأس الفضة في شنطة بنيامين. كنتيجة بيطلب يوسف ان بنيامين يتحبس ويفضل في مصر، لكن اللي بيحصل ان يهوذا بيتوسط لبنيامين ويطلب من يوسف انه ياخده مكانه لإنهم لو رجعوا ليعقوب منغير اخوهم الصغير هيموت فيها، هنا ممكن تقارن موقف يهوذا المُضحي بموقف يهوذا الخائف مع ثامار، اللي بيحصل ان دورة يوسف بتقدملنا في الاخر يهوذا كشخص رئيسي في سعيه لخلاص اخوته.

في لحظة توسط يهوذا عن بنيامين بينهار يوسف ويعيط ويكشف لاخواته عن هويته، وطبعًا لما دا بيحصل اخواته بيخافوا من انه ينتقم منهم بسبب اللي عملوه معاه، لكنه بيسامحهم وبيطلب منهم انهم يجيبوا يعقوب ابوه يعيش معاهم في مصر وبالفعل دا اللي بيحصل فبيعيش يعقوب وابنائه في مصر لاجئين عند فرعون.

في النهاية ويعقوب على سرير الموت بيبارك اولاده (الأسباط) واللي بنلاحظه ان لما يوسف بيجيب ابنائه (منسّى وافرائيم) ليعقوب عشان يباركهم، بيحط يوسف الأخ الأكبر (منسّى) قدام الأيد اليمين ليعقوب وبيحط الأخ الاصغر (افرائيم) قدام ايده الشمال، لكن يعقوب بيقوم عاكس ايديه وبيضع ايده اليمين (اللي المفروض تكون على البكر) على الابن الاصغر (افرائيم).

فيما بعد بيموت يعقوب وبيعيش ابنائه وابنائهم كلهم في مصر لحد ما السفر بينتهي بموت يوسف وتحنيطه في مصر.

دورة يوسف باعتباره الشخص العبراني الناجح اللي بيخدم في البلاط الملكي لملك أجنبي أشبه بقصص أُخرى موجودة برضو في التراث اليهودي زي دانيال واستير، وبالتالي القصة اوقات بيتم الترجيح انها ظهرت في فترات زي السبي البابلي او زمن قريب منه، على الرغم من ان ممكن يكون فيها عناصر أقدم.

القصة بالتالي بتخدم كذا وظيفة، هي بتربط ما بين الآباء (ابراهيم واسحق ويعقوب) اللي الله كان بيتعامل معاهم كفرد لفرد وما بين تعامل الله فيما بعد مع شعب كامل، التحول دا بيحصل في قصة يوسف.

القصة بتختم بالتركيز على سبطين مُهمين جدًا، هما يهوذا وافرائيم، يهوذا هو السبط الأكبر في مملكة الجنوب (مملكة يهوذا)، وافرائيم هو السبط الأكبر والأهم في مملكة الشمال (مملكة اسرائيل، اللي اوقات بيتم استعمال اسم افرائيم بدلًا من اسرائيل فيها في اوقات كتير).

القصة برضو بتخدم كتفسير لوجود الشعب العبراني في مصر، وبالتالي بتهيأنا فيما بعد للحدث الأهم والمحوري في تاريخ الشعب العبراني، وهو الخروج من مصر.

جزء من سلسلة: تكوين التوراة<< العهد القديم: 5- دورة حياة إبراهيم – مايكل لويس

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *