7 e1740868009883

تكوين التوراة – الفصل السابع: التقليد الكهنوتي – الطوفان كمثال – مايكل لويس

المقال رقم 7 من 12 في سلسلة تكوين التوراة

احد الثنائيات الموجودة في التوراة هي قصة الطوفان، موجودة في JE في التقليد اليهوَي، وموجودة في التقليد الكهنوتي، النصين مُدمجين مع بعض في سفر التكوين 6: 5 لـ9: 18أ و9: 28-29، هحط نص كل تقليد لوحده، بعد فصلهم عن بعض، وبعد كدا هعلق عليهم.

نص الطوفان بحسب تقليد JE (اللي جي من التقليد اليهوَي):

“ورأى يهوَه أن شر الإنسان قد كثر على الأرض وأن كل ما يتصوره قلبه من أفكار إنما هو شر طوال يومه. فندم يهوَه على أنه صنع الإنسان على الأرض وتأسف في قلبه. فقال يهوَه: “أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقت، الإنسان مع البهائم والزحافات وطيور السماء، لأني ندمت على أني صنعتهم.” أما نوح فنال حظوة في عيني يهوَه. وقال يهوَه لنوح: “ادخل السفينة أنت وجميع أهلك، فإني رأيتك بارًا أمامي في هذا الجيل. وتأخذ من جميع البهائم الطاهرة سبعة سبعة، ذكورًا وإناثًا، ومن البهائم غير الطاهرة اثنين، ذكرًا وأنثى. وتأخذ أيضًا من طيور السماء سبعة سبعة، ذكورًا وإناثًا، لحفظ نسلها حيا على وجه الأرض كلها. فإنني، بعد سبعة ايام، ممطر على الأرض أربعين يومًا وأربعين ليلة، وماحٍ عن وجه الأرض كل كائن صنعته.” فعمل نوح بحسب كل ما أمره يهوَه به. ودخل نوح السفينة هو وبنوه وامرأته ونسوة بنيه معه هربا من مياه الطوفان. وبعد سبعة أيام كانت مياه الطوفان على الأرض. وكان المطر على الأرض أربعين يومًا وأربعين ليلة. وكان الطوفان أربعين يومًا على الأرض، فكثرت المياه وحملت السفينة فارتفعت عن الأرض. وارتفعت المياه جدًا وكثرت على الأرض، فسارت السفينة على وجه المياه. وكثرت المياه جدًا جدًا على الأرض، فتغطت جميع الجبال الشامخة التي تحت السموات كلها. فارتفعت المياه خمس عشرة ذراعًا على الأرض وتغطت الجبال. فمات كل من في أنفه نسمة حياة من كل من في اليبس. ومحي كل كائن على وجه الأرض من الناس حتى البهائم والحيوانات الدابة وطيور السماء، فمحيت من الأرض وبقي نوح ومن معه في السفينة فقط. واحتبس المطر من السماء. وراحت المياه تتراجع عن الأرض. وكان في نهاية الأربعين يوما أن فتح نوح نافذة السفينة التي صنعها، ثم أطلق الحمامة من عنده ليرى هل قلَّت المياه عن وجه الأرض. فلم تجد الحمامة موطئًا لرجلها، فرجعت إليه إلى السفينة لأن المياه كانت على وجه الأرض كلها. فمد يده فأخذها وأدخلها إليه إلى السفينة. وانتظر أيضا سبعة أيام أُخَر وعاد فأطلق الحمامة من السفينة. فعادت إليه الحمامة وقت المساء وفي فمها ورقة زيتون خضراء. فعلم نوح أن المياه قلَّت عن الأرض. وانتظر أيضا سبعة أيام أخر ثم أطلق الحمامة فلم ترجع إليه ثانية. فرفع نوح غطاء السفينة ونظر فإذا وجه الأرض قد جف. وبنى نوح مذبحا ليهوَه وأخذ من جميع البهائم الطاهرة ومن جميع الطيور الطاهرة فأصعد محرقات على المذبح. فتنسم يهوَه رائحة الرضى وقال يهوَه في قلبه: “لن أعود إلى لعن الأرض بسبب الإنسان لأن ما يتصوره قلب الإنسان ينزع إلى الشر منذ حداثته، ولن أعود إلى ضرب كل حي كما صنعت. ما دامت الأرض فالزرع والحصاد والبرد والحر والصيف والشتاء والنهار والليل لا تبطل أبدا.””

نص الطوفان بحسب التقليد الكهنوتي:

“وهذه سيرة نوح: كان نوح رجلًا بارًا كاملًا في بني جيله. وسار نوح مع الله. وولد نوح ثلاثة بنين: سامًا وحامًا ويافث. وفسدت الأرض أمام الله وامتلأت عنفًا. ورأى الله الأرض فإذا هي قد فسدت، لأن كل بشر قد أفسد طريقه عليها. فقال الله لنوح: “قد حان أجل كل بشر أمامي، فقد امتلأت الأرض عنفا بسببهم. فهاءنذا مهلكهم مع الأرض. إصنع لك سفينة من خشب قطراني واجعلها مساكن واطلها بالقار من داخل ومن خارج. كذا تصنعها: ثلاث مئة ذراع طولها وخمسون ذراعًا عرضها وثلاثون ذراعًا علوها. وتجعل سقفا للسفينة وإلى حد ذراع تكمله من فوق. وأجعل باب السفينة في جانبها وتصنعها طوابق: سفليًا وثانيًا وثالثًا. وهاءنذا آت بطوفان مياه على الأرض لأهلك كل ذي جسد فيه روح حياة من تحت السماء، وكل ما في الأرض يهلك. وأقيم عهدي معك، فتدخل السفينة أنت وبنوك وامرأتك ونسوة بنيك معك. ومن كل حي من كل ذي جسد آثنين من كلٍ تدخل السفينة لتحفظ حية معك، ذكرا وأنثى تكون: من الطيور بأصنافها ومن البهائم بأصنافها ومن جميع الحيوانات التي تدب على الأرض بأصنافها يدخل إليك اثنان من كل لتحفظ حية. وأنت فخذ لك من كل طعام يؤكل واجعله مؤونة لك، فيكون لك ولهم مأكلًا”. فعمل نوح بحسب كل ما أمره الله به هكذا فعل. وكان نوح ابن ست مئة سنة حين كانت مياه الطوفان على الأرض. ومن البهائم الطاهرة ومن البهائم غير الطاهرة ومن الطيور ومن كل ما يدب على الأرض، دخل السفينة آثنان آثنان إلى نوح، ذكورًا وإناثًا، كما أمر الله نوحًا. في السنة الست مئة من عمر نوح، في الشهر الثاني في اليوم السابع عشر منه، في ذلك اليوم تفجرت عيون الغمر العظيم وتفتحت كوى السماء. في ذلك اليوم نفسه دخل نوح السفينة هو وسام وحام ويافث بنوه، وامرأة نوح وثلاث نسوة بنيه معهم، هم وجميع الوحوش بأصنافها وجميع البهائم بأصنافها وجميع الحيوانات التي تدب على الأرض بأصنافها وجميع الطيور بأصنافها من كل طائر وكل ذي جناح. فدخل السفينة إلى نوح آثنان آثنان من كل ذي جسد فيه روح حياة، والداخلون دخلوا ذكورًا وإناثًا من كل ذي جسد، كما أمر الله نوحًا. فهلك كل ذي جسد يدب على الأرض من الطيور والبهائم والوحوش وجميع ما تعج به الأرض، والناس كافة، وارتفعت المياه على الأرض مدة مئة وخمسين يومًا. وذكر الله نوحًا وجميع الوحوش والبهائم التي معه في السفينة. وأمر الله ريحًا على الأرض فسكنت المياه، وآنسدت عيون الغمر وكوى السماء ونقصت في نهاية المئة والخمسين يومًا. واستقرت السفينة في الشهر السابع، في اليوم السابع عشر منه، على جبال أراراط. وكانت المياه لا تزال تنقص إلى الشهر العاشر، وفي أول يوم منه ظهرت رؤوس الجبال. وأطلق غرابًا، فخرج وراح يتردد إلى أن جفت المياه عن الأرض. وكان في سنة إحدى وست مئة من عمر نوح، في اليوم الأول من الشهر الأول، أن جفت المياه عن الأرض. وفي الشهر الثاني، في اليوم السابع والعشرين منه، يبست الأرض. فخاطب الله نوحًا قائلًا: “اخرج من السفينة، أنت وامرأتك وبنوك ونسوة بنيك معك، وجميع الوحوش التي معك من كل ذي جسد، من الطيور والبهائم وكل داب يدب على الأرض أخرجها معك لتعج بها الأرض وتنمو وتكثر.” فخرج نوح وبنوه وامرأته ونسوة بنيه معه، وجميع الوحوش والحيوانات الدابة والطيور وكل ما يدب على الأرض بأصنافها خرجت من السفينة. وبارك الله نوحًا وبنيه وقال لهم: “انموا وآكثروا واملأوا الأرض. وخوفكم وذعركم يكونان على جميع وحوش الأرض وجميع طيور السماء وكل ما يدب على الأرض وأسماك البحر، فإنها مسلمة إلى أيديكم. وكل حي يدب يكون لكم مأكلًا، وكما أعطيتكم العشب الأخضر أعطيكم هذا كله. ولكن لحمًا بنفسه، أي بدمه، لا تأكلوا. أما دماؤكم، أي نفوسكم، فأطلبها، من يد كل وحش أطلبها، ومن يد الإنسان: من يد كل إنسان أطلب نفس أخيه. من سفك دم الإنسان سفك دمه عن يد الإنسان لأنه على صورة الله صُنع الإنسان. وأنتم فآنموا وآكثروا ولتعج الأرض بكم وتسلطوا عليها.” وخاطب الله نوحًا وبنيه معه قائلًا: “هاءنذا مقيم عهدي معكم ومع نسلكم من بعدكم ومع كل ذي نفس حية معكم، من الطيور والبهائم ووحوش الأرض التى معكم: أي كل ما خرج من السفينة وجميع حيوانات الأرض. وأقيم عهدي معكم، فكل ذي جسد لا ينقرض بعد اليوم بمياه الطوفان، ولا يكون بعد اليوم طوفان ليتلف الأرض.” وقال الله: “هذه علامة العهد الذي أنا جاعله بيني وبينكم وبين كل ذي نفس حية معكم مدى الأجيال للأبد: تلك قوسي جعلتها في الغمام فتكون علامة عهدي بيني وبين الأرض. ويكون أنه إذا غيمت على الأرض وظهرت القوس في الغمام، ذكرت عهدي الذي بيني وبينكم وبين كل نفس حية في كل جسد، فلا تكون المياه بعد اليوم طوفانًا لتهلك كل ذي جسد، وتكون القوس في الغمام، حتى إذا رأيتها ذكرت العهد الأبدي بين الله وكل نفس حية من كل ذي جسد على الأرض.” وقال الله لنوح: “هذه علامة العهد الذي أقمته بيني وبين كل ذي جسد على الأرض.” وعاش نوح بعد الطوفان ثلاث مئة سنة وخمسين سنة. فكانت كل الأم نوح تسع مئة سنة وخمسين سنة، ومات.”

دول النصين من كل تقليد بعد ما تم فصلهم عن بعض، اولًا بتلاحظ حاجة مميزة جدًا، وهي ان كل نص فيهم بعد ما اتفصل محتفظ بكيانه وتناسقه الأدبي واللغوي بشكل أقوى بمراحل من لما كان النصين مُدمجين في بعض، دي ظاهرة مستحيل تحصل في نص كاتبه شخص واحد بشكل طبيعي، جرب تجيب اي نص وتحاول تفصله بالشكل دا وبعد ما يتفصل يفضل كل نص منفصل محتفظ بالقوة والتماسك والتناسق دا مش هتقدر، كل نص بعد ما اتفصل اصبح ليه اسلوبه اللي بيميزه، النص اليهوَي بيسمي الالوهة يهوَه، النص الكهنوتي بيسميها إيلوهيم (مترجمة هنا الله)، التقليدين بعد ما اتفصلوا مبتحسش وانت بتقرا ان في حاجة ناقصة او ان النص مشوه، بالرغم من ان حتى دي مش لغته الأصلية دا مُترجم!!

كل نص بعد ما اتفصل مازال بيجاوب على أهم الاسئلة:

  • ليه حصل طوفان؟

في التقليدين: عشان خطايا البشر.

  • مين اللي عمله؟

في التقليد اليهوَي: (يهوَه).

في التقليد الكهنوتي: (إيلوهيم).

  • مين بنى الفلك؟

في التقليدين: نوح.

  • مين كان في الفلك؟

في التقليدين: نوح ونسله.

  • الطوفان فضل قد ايه؟

في التقليد اليهوَي: 40 يوم، وبعدين خرجوا من السفينة بعد سكون المياه بـ14 يوم = 54 يوم.

في التقليد الكهنوتي: 150 يوم، وخرجوا من السفينة بعد حوالي سنة من بداية الطوفان ودخولهم للسفينة.

  • كم عدد الحيوانات اللي دخلت الفلك؟

في التقليد اليهوَي: 7 ازواج من الحيوانات الطاهرة، وزوجين من غير الطاهرة.

في التقليد الكهنوتي: زوجين من كل الحيوانات؛ الطاهر وغير الطاهر.

  • ازاي نوح عرف ان المياه جفت؟

في التقليد اليهوَي: بعت حمامة 3 مرات.

في التقليد الكهنوتي: بعت غراب.

التقليد اليهوَي بيتعامل مع يهوَه كإله شخصي بيندم ويتأسف، وبيتعامل مع الطوفان على انه ببساطة نتيجة امطار غزيرة، التقليد الكهنوتي مش بيستعمل التعبيرات دي عن الله ابدًا، التقليد الكهنوتي على الجانب الاخر بيتعامل مع الطوفان باعتباره كارثة كونية (تفجرت عيون الغمر العظيم وتفتحت كوى السماء)، التقليد الكهنوتي بيهتم بالانساب والأعمار وأبعاد السفينة، حاجات مهتمش بيها التقليد اليهوَي او تقليد JE عامًة، لكن التقليد الكهنوتي بيهتم وبيستمر في الاهتمام بيها في كل نصوصه في التوراة.

ملحوظة بقى مهمة وجميلة جدًا على القصة دي، في التقليد اليهوي، نوح اخد 7 ازواج من الحيوانات الطاهرة، وزوجين من غير الطاهرة، التقليد الكهنوتي قال زوجين من الطاهر ومن غير الطاهر، بشكل لو قريته بعد فصل النصين عن بعض بيوضح التأكيد على قضية انهم زوجين من الطاهر وغير الطاهر، السؤال هنا، ليه اللي بيكتب التقليد الكهنوتي يعمل حاجة زي كدا؟ ليه يغير في عدد الحيوانات الطاهرة الموجودة في التقليد اليهوي؟ ليه مُصرّ على حاجة زي كدا؟

الاجابة هي لإن في التقليد اليهوَي، نوح لما خرج من الفلك قدم ذبيحة شكر ليهوَه، التقليد الكهنوتي مش بيقدم قصص لأي ذبائح قبل ذبيحة هارون، هارون ونسله فقط هما اللي بيقدموا ذبائح، محدش غيرهم، ولا حد قبل هارون ينفع يقدم ذبيحة، تأكيد التقليد الكهنوتي على ان نوح دخل الفلك بزوجين من الطاهر وغير الطاهر بيأكد على ان نوح مقدمش ذبيحة بعد ما خرج من الفلك، لإن تقديم ذبيحة في الحالة دي هيكون معناه انقراض نوع كامل، وعشان كدا هو بيأكد على انهم زوجين من الطاهر وغير الطاهر، وعشان كدا مفيش برضو ذكر لنوح وهو بيقدم ذبيحة في التقليد الكهنوتي والقصة فيه بتنتهي بخروج نوح والحيوانات من السفينة، لكن مفيش غير هارون ونسله الكهنوتي فقط هما اللي من حقهم يقدموا ذبائح.

جزء من سلسلة: تكوين التوراة<< تكوين التوراة – الفصل السادس: التقليد الكهنوتي – صراع موسى وهارون – مايكل لويستكوين التوراة – الفصل الثامن: يوشيا الملك وانهيار مملكة يهوذا – مايكل لويس >>

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *