تكوين التوراة – الفصل الخامس: التقليد اليهوي والتقليد الإيلوهيمي – مايكل لويس
- تكوين التوراة – مايكل لويس
- تكوين التوراة – الفصل الثاني: نشأة الحكم الملكي – مايكل لويس
- تكوين التوراة -الفصل الثالث: مملكة داود وسُليمان – مايكل لويس
- تكوين التوراة – الفصل الرابع: يهوذا واسرائيل – مايكل لويس
- ☑ تكوين التوراة – الفصل الخامس: التقليد اليهوي والتقليد الإيلوهيمي – مايكل لويس
- تكوين التوراة – الفصل السادس: التقليد الكهنوتي – صراع موسى وهارون – مايكل لويس
- تكوين التوراة – الفصل السابع: التقليد الكهنوتي – الطوفان كمثال – مايكل لويس
- تكوين التوراة – الفصل الثامن: يوشيا الملك وانهيار مملكة يهوذا – مايكل لويس
- تكوين التوراة – الفصل التاسع: التقليد التثنوي – كتب التأريخ التثنوي – مايكل لويس
- تكوين التوراة – الفصل العاشر: التقليد التثنوي – الإصدار التثنوي الأول – مايكل لويس
- تكوين التوراة – الفصل الحادي عشر: التقليد التثنوي – الإصدار التثنوي الثاني – مايكل لويس
- تكوين التوراة – الفصل الثاني عشر: المُفارقة الكُبرى والمُحرر الأخير – مايكل لويس
الاختلافات والتناقضات اللي في التوراة ما بين تقاليدها المُختلفة اكثر اثارة بمراحل من مجرد كونها تناقضات او مجرد انها بتكشف ان التوراة مؤلفها اكتر من شخص، الاختلافات دي بتعكس هوية كاتب التقليد والزمن والمكان اللي كتب فيه واهتماماته الدينية والسياسية.
احد الملاحظات على التقليد اليهوَي انه بيهتم بقصص الآباء قبل موسى، ناس زي ابراهيم واسحق ويعقوب التقليد اليهوَي بيهتم انه يحكي قصصهم، لكن التقليد الإيلوهيمي مش بيستفيض في الكلام عنهم، التقليد اليهوَي عنده رواية عن خلق العالم وآدم وحواء وعنده تقليد عن قصة نوح والطوفان، التقليد الإيلوهيمي مفيهوش اي ذكر عن الكلام دا، التقليد الإيلوهيمي بيذكر التاريخ اللي قبل موسى بشكل مختصر وبعدين بيركز أوي على عمل موسى، التقليد اليهوَي اهتمامه بموسى مش بنفس اهتمام التقليد الإيلوهيمي، ممكن نبدأ القصة بمثالين مكتوبين في التقليد اليهوَي لكن ملهومش رواية موازية في التقليد الإيلوهيمي، في التقليد اليهوَي مسكن ابراهيم ابو الآباء كان في حبرون (تك 13: 18)، ويهوَه عمل عهد مع ابراهيم ان أرض نسله هتمتد من نهر مصر للفرات (تك 15: 18)، ممكن من هنا تبدأ تلاحظ تشابهات ما بين اهتمام الكاتب والتاريخ اللي كنت بتكلم عنه في الكام بوست اللي فاتوا، لإن أرض مملكة داود كانت بتمتد من نهر مصر للفرات، وعاصمة أرض يهوذا – الأرض اللي جه منها داود – كانت حبرون، المثالين دول ملهمش رواية موازية في التقليد الإيلوهيمي، على الجانب الآخر، التقليد الإيلوهيمي بيذكر قصة برضو ملهاش ذكر في التقليد اليهوَي، وهي قصة صراع يعقوب مع ملاك الرب (لقب بيطلق على الله لما يظهر في العهد القديم، غالبًا كنوع من تخفيف لغوي لفكرة ان الله ظهر لإنسان) (تك 32)، اللي حصل في القصة ان بعد طلوع الفجر طلب يعقوب من الملاك انه يباركه، في الوقت دا يعقوب اتغير اسمه من يعقوب لاسرائيل، وسمّى يعقوب المكان اللي تصارع فيه مع الله فنوئيل، واللي معناه وجه الله (وجه إيل)، مدينة فنوئيل كانت مدينة في ارض اسرائيل حصنها ياربعام لما انشقت مملكته عن مملكة الجنوب (1 مل 12: 25).
احد الامثلة اللي فيها تناقض ما بين التقليدين، هي قصة أرض شكيم، أرض شكيم هي عاصمة مملكة اسرائيل، التقليدين بيختلفوا في ازاي تم اقتناء الأرض دي، المصدر الإيلوهيمي بيقول ان يعقوب اشتراها (تك 33: 18-19)، في حين ان المصدر اليهوَي بيقول ان في حد من أرض شكيم اغتصب دينة بنت يعقوب، فاخواتها شمعون ولاوي دخلوا الأرض والناس نايمة وذبحوا أهلها، وبالتالي فالأرض دي متمش شرائها، لكن تم احتلالها واقتائها بالدم (تك 34).
احد الاختلافات اللي بتوضحلنا بشكل قوي جدًا مصدر التقليدين اليهوَي والإيلوهيمي هي قصص ميلاد ابناء يعقوب (الأسباط)، في التقليد الإيلوهيمي مذكور ميلاد كل من دان ونفتالي وجاد واشير ويساكر وزبولون (تك 30)، وكلهم اسباط في مملكة اسرائيل مش يهوذا، التقليد الإيلوهيمي بيذكر كمان ميلاد بنيامين (تك 35)، وبيذكر ميلاد افرائيم ومنسّى أولاد يوسف (تك 48)، واللي كلهم بينتموا لمملكة اسرائيل، فيما عدا بنيامين، التقليد اليهوَي بيذكر ميلاد الباقي، رأوبين وشمعون ولاوي ويهوذا، سبط لاوي ملوش أرض، وسبطين رأوبين وشمعون ماصبحش ليهم أرض مع الوقت وابنائهم اندمجوا مع اراضي بقية الأسباط، السبط الوحيد المذكور في التقليد اليهوَي وليه أرض فعلًا هو يهوذا.
رأوبين هو اكبر ابناء يعقوب، والمفروض ان ترتيب الابناء في الزمن دا ليه اهمية كبيرة جدًا لإن الابن البكر هو اللي بينول البركة من أبوه (حق البكورية)، بس اللطيف بقى ان رأوبين مش بياخد حق البكورية، ولا في التقليد اليهوَي، ولا في التقليد الإيلوهيمي، امال مين اللي بياخدها؟
في التقليد اليهوَي، في قصة عن رأوبين انه زنى مع بلهة، بلهة كانت خدامة عند راحيل زوجة يعقوب، ويعقوب كان دخل على بلهة عشان يخلف منها لإن راحيل مكانتش بتخلف، فاللي حصل ان راحيل طلبت من يعقوب انه يدخل على بلهة عشان يقدر يُقيم نسل، فاللي حصل ان رأوبين زنى مع بلهة، والحادثة دي خلِّت رأوبين غير مستحق للبكورية في التقليد اليهوَي، بس كدا المفروض ان حق البكورية يروح لشمعون، لإنه تاني ابناء يعقوب، لكن دا برضو مبيحصلش، والتقليد اليهوَي بيبرر دا بإن شمعون ولاوي دخلوا أرض شكيم وذبحوا اهلها في القصة اللي انا حكيتها فوق، فحق البكورية بيمر من شمعون والمفروض انه يروح للاوي، لكن لاوي كان مشترك مع شمعون، فبيمر حق البكورية ليهوذا (تك 49: 1-10).
طيب دا بالنسبة للتقليد اليهوَي، بالنسبة بقى للتقليد الإيلوهيمي، اللي بيحصل ان اللي بينال حق البكورية مش حد من ابناء يعقوب، لكن احد احفاده، اللي بيحصل ان يوسف بيروح ليعقوب وهو على سرير الموت ويقدمله ابناؤه الاتنين، منسّى وافرائيم، يوسف بيحط منسّى (الاخ الكبير) على يمين يعقوب وبيحط افرائيم على شماله، فاللي بيحصل ان يعقوب بيعكس ايديه ويحط ايده اليمين على راس افرائيم والشمال على راس منسّى، فيوسف بيعترض ويقول ليعقوب انه يعكس ايده، لإن منسّى هو البكر، لكن يعقوب بيصر ان ايده اليمين تفضل على راس افرائيم، واللي بيحصل ان افرائيم بياخد حق البكورية (تك 48: 7-22).
في الكام مثال اللي فات، بنشوف تفضيلات معينة لكل تقليد، التقليد اليهوَي بيفضل أراضي واشخاص (او اسباط) بتنتمى لمملكة يهوذا، في حين ان التقليد الإيلوهيمي بيفضل أراضي واشخاص (اسباط) تخص مملكة اسرائيل، في التقليد اليهوَي يهوذا هو اللي نال حق البكورية من يعقوب، في حين ان في التقليد الإيلوهيمي كان افرائيم، احد احفاده حتّى مش اولاده هو اللي نال حق البكورية، هي افرائيم كانت بتمثل ايه؟ افرائيم هي أرض وسبط ياربعام ملك مملكة اسرائيل واللي فيها مدينة شكيم عاصمة اسرائيل، التقليد الإيلوهيمي بيقول ان مدينة شكيم دي تم اقتنائها بشكل سلمي عن طريق الشراء، التقليد اليهوَي بيقول انه تم اقتنائها بمذبحة، التقليد الإيلوهيمي بيذكر أرض فنوئيل الموجودة باسرائيل، التقليد اليهوَي مش بيهتم بقصة زي دي، لكنه بيهتم بفكرة ان بيت ابراهيم كان هو حبرون عاصمة يهوذا، وان نسل ابراهيم هتكون ارضهم بتمتد من نهر مصر للفرات، اللي هي حدود مملكة داود، الاختلافات دي بتوضح ان اللي كتب التقليد اليهوَي شخص كان مهتم بمملكة يهوذا وبيحاول يشرعن مُلكها عن طريق انه ينسب حق البكورية ليهوذا وبيحاول يقلل من قيمة اراضي مملكة اسرائيل، وبتوضح ان اللي كتب التقليد الإيلوهيمي كان بيعمل العكس، كان بيشرعن مُلك مملكة اسرائيل عن طريق انه ينسب حق البكورية لافرائيم، وبيهتم باراضي مملكة اسرائيل ويتجاهل ذكر أراضي يهوذا.
القصة مبتقفش لحد هنا، لكنها بتفضل مستمرة، في التقليد الإيلوهيمي الشخص اللي انقذ يوسف لما اخواته اتفقوا عليه كان رأوبين، الابن البكر ليعقوب (تك 37: 21-22)، لكن في التقليد اليهوَي كان يهوذا (تك 37: 26-27).
التقليدين بيتشاركوا في فكرة انه تم استعباد شعب بني اسرائيل زمان في مصر، لكن تسميتهم لمُستعبديهم مختلفة، التقليد اليهوَي بيسمي المُستعبدين اللي بيطلبوا من العبيد انهم يقوموا بالمهام والشغل بانهم اصحاب عمل (زي مثلًا في خر 5: 10)، في حين ان التقليد الإيلوهيمي بيسميهم وُكلاء تسخير (خر 1: 11)، ليه وُكلاء تسخير؟ قبل كدا وضحت حاجة من الحاجات اللي خلِّت شعب مملكة الشمال يضايق من سُليمان هي فرضه نوع من الضرايب لكنه مش ضريبة مادية لكن بدنية بتبقى عبارة عن خدمة شهر واحد في السنة للمملكة والنوع دا من الضرايب لم يشمل سبط يهوذا، وتم تسمية الناس اللي بتشرف على المهام دي وُكلاء تسخير في سفر الملوك، اللي عمله التقليد الإيلوهيمي انه أطلق على المصريين نفس الاسم اللي تم نسبه للمُشرفين بتوع سُليمان، غالبًا كنوع من اهانة حكم سلميان (وبالتالي مملكة يهوذا) ورفض سياسته بتشبيهه بفرعون، الشخص اللي كل شعب اسرائيل ما صدق فلت من تحت ايده، على الأقل في الفكر التاريخي ليهم.
(ملحوظة: في الترجمات العربية هتلاقي ان التقليدين بيسموا المصريين اللي بيشرفوا على العبيد بنفس الاسم، لكن مش دا الحال في النص العبري، النص العبري في التقليد الإيلوهيمي بيسمي المهام دي”mis-sîm”، وهو نفس الاسم اللي اطلقوا الناس من مملكة الشمال على ضريبة سُليمان، التسمية دي مش موجودة غير في التقليد الإيلوهيمي.)
التقليد اليهوَي بيعظم بطل زي كالب، من سبط يهوذا (عد 13: 30-31)، في حين ان التقليد الإيلوهيمي بيعظم واحد زي يشوع من سبط افرائيم، احد الامثلة اللي بتوضحلنا اكتر ماهية كاتب التقليد الإيلوهيمي هي قصة العجل الذهبي (خر 32)، وهي قصة ملهاش ما يوازيها في التقليد اليهوَي، اللي بيحصل ان موسى بيطلع الجبل عشان يستلم لوحي الشريعة وبيطلع معاه تلميذه يشوع، في حين ان الناس تحت بتفضل مستنية ولما لقوا ان موسى فضل كتير فوق الجبل طلبوا من هارون انه يعملهم تمثال من ذهب، فتم عمل التمثال على شكل عجل (ثور صغير) وبيقول النص ان هارون قالهم: “هذه آلهتك، يا اسرائيل، التي اصعدتك من أرض مصر… غدًا عيدًا ليهوَه”، دا نفس النص اللي قاله ياربعام لاسرائيل لما بنا ليهم عجلين الدهب واحد في بيت إيل وواحد في دان (1 مل 12: 25)، هو ليه كاتب التقليد الإيلوهيمي بيهاجم الشكل الديني لمملكة اسرائيل، في حين انه حاول يشرعن مُلكها؟
اللي بيحصل هنا انه بيهاجم حاجتين، اولًا بيطلع صورة هارون بشكل سيء باعتباره الشخص اللي بنى العجل للناس، هارون هو الكاهن الأعلى اللي بيُعتقد ان كهنة حبرون في يهوذا جايين من نسله، فهو بشكلٍ ما بيهاجم دين يهوذا، في نفس الوقت هو بيبرأ يشوع، لإنه كان مع موسى في الجبل ومشاركش في القصة دي كلها، وبرضو بيهاجم الشكل الديني لمملكة اسرائيل، بمماثلة العجل الدهبي بالعجلين اللي تم بناؤهم في دان وبيت إيل.
في مجموعة من اسرائيل هي اللي النص دا بيتوافق مع افكارها، وهما كهنة شيلوه، هما تم رفضهم وطردهم من اورشليم وهما رافضين مملكة يهوذا، وموجودين في اسرائيل، لكن في النهاية ياربعام برضو مخلاش حد منهم يخدم في بيت إيل، فاللي بيحصل هنا ان الكاتب بيشرعن الموقف المَلَكي لمملكة اسرائيل لكنه بيرفض التصور الديني بتاعها، لإن التصور الديني بتاعها استبعده، ودا معناه ان كاتب النص غالبًا كان كاهن من كهنة شيلوه من مملكة اسرائيل.
اللي بيحصل بعد كدا ان لما موسى ويشوع بينزلوا من على الجبل موسى بيكسر لوحي الشريعة، وبتحصل مذبحة بيقتل فيها الكهنة ناس كتير من الشعب بسبب عبادة العجل الذهبي، لكن هارون مش بيتقتل لإن مش هيقدر يبني تاريخ يكون فيه رئيس الكهنة الأول – هارون – اتقتل بالشكل دا في فترة مبكرة من تاريخ الشعب، فهو الكاتب بيهاجمه إلى حد مُعين لكن ميقدرش يتخلص منه، بس هنا بيظهر سؤال كمان، ليه الكاتب قال ان موسى كسر لوحي الشريعة؟
في مملكة يهوذا في الهيكل في اورشليم، المفروض ان قدس الاقداس فيها تابوت العهد اللي بيضم لوحي الشريعة، مملكة اسرائيل مفيهاش ما يوازي تابوت العهد، غالبًا كانت قصة كسر لوحي الشريعة نوع من التشكيك في مصداقية دين يهوذا، لإن لو لوحين الشريعة اتكسروا، يبقى التابوت فاضي او اللوحين اللي جواه مش اصليين او ببساطة ملوش قيمة، التقليد اليهوَي بيذكر فقط قصة ان موسى اخد لوحي الشريعة من الله، لكن مش بيذكر كسر لوحي الشريعة ولا قصة العجل الذهبي لإن دا هيبقى فيه اهانة لهارون، في التقليد اليهوَي بيقول: “قال يهوَه لموسى: (انحت لك لوحين من الحجر [كالأولين]، فأكتب عليهما [الكلام الذي كان على اللوحين الأولين الذين حطمتهما].).” الكلام اللي بين قوسين بالشكل دا [] مش تبع التقليد اليهوَي، لكن غالبًا تم اضافته من مُحرر لاحق لما حاول يجمع التقليدين في كتاب واحد.
وفي اتفاق مع ما سبق، بنلاقي ان تابوت العهد مذكور فقط في التقليد اليهوَي، لكن ملوش ذكر خالص في التقليد الإيلوهيمي.
في ملحوظة انا قلتها كذا مرة قبل كدا، وهي ان التقليد اليهوَي بيسمي الالوهة يهوَه، لكن التقليد الإيلوهيمي بيسميها إيلوهيم، بس مش دي الحالة دايمًا، الوصف الأدق هو ان التقليد اليهوي كان دايمًا بيسمي الالوهة يهوَه، لكن التقليد الإيلوهيمي كان بيسميها إيلوهيم لحد حدث مُعين، ومن بعده بقى بيستعمل اسم يهوَه بشكل طبيعي، الحدث دا هو ظهور الله لموسى في شجرة العليقة لما الله كشف اسمه لموسى (خر 3: 13-15)، ومن بعد الحدث دا بدأ التقليد الإيلوهيمي يستعمل اسم يهوَه.
هو ليه كاتب التقليد الإيلوهيمي عمل كدا؟
بعض المؤرخين بيقولوا ان حدث الخروج دا حدث بسيط تم تضخيمه، مش كل شعب اسرائيل كانوا في مصر لكن كان في جماعة صغيرة بس هي اللي كانت في مصر وهربت، لكن باقي الناس اللي في زمن الكاتب التابعين لشعب اسرائيل مكانتش في مصر اصلًا لكنها كانت في اراضيها بشكل طبيعي، الجماعة اللي كانوا في مصر غالبًا كانوا الناس اللي اصبحوا فيما بعد معروفين باسم سبط لاوي، ودا بيفسر شوية ليه الناس اللي من السبط دا اساميهم مصرية مش عبرية، فاللي حصل ان الناس اللي كانوا جايين من مصر دول كانوا بيعبدوا يهوَه، لكن الناس اللي راحولهم في اسرائيل كانوا بيعبدوا إيل (إله الكنعانيين)، فاللي حصل ان الكاتب حاول يقول ان الإلهين في الحقيقة هما إله واحد لإن زي ما شرحت قبل كدا ان فكرة وجود إله نظير لشعب معين عند شعب تاني بتساعد في تأقلم الشعبين او الجماعتين مع بعض، وفيما بعد اصبح اللاويين هما الكهنة الرسميين، لكن مكانش ليهم أرض مميزة زي باقي الاسباط، كانوا متوزعين على اسباط اسرائيل وعايشيين وسطيهم وبيقوموا بخدمة الكهنوت وكان بيبقى ليهم نسبة معينة من الذبيحة.
كل اللي فات بيوضح ان كاتب التقليد الإيلوهيمي غالبًا كاهن من كهنة شيلوه، من مملكة اسرائيل، عاش في زمن ياربعام او بعده، لكنه عاش قبل انهيار المملكة على ايد مملكة آشور، هو عاش في فترة الـ 200 سنة من زمن ياربعام لحد سنة 722 قبل الميلاد لما انهارت مملكة اسرائيل، من الصعب تحديد فترة زمنية ادق من كدا. على الجانب الاخر، كاتب التقليد اليهوَي كان من مملكة يهوذا، هويته بظبط مش معروفة، البعض بيقترح انه جايز ميكونش كاتب لكن انه ممكن يكون “كاتِبة”، وبيستدلوا بدا من قصة زي قصة تامار (تك 38) اللي بتميل لنوع من التعاطف مع تامار وتبرئتها، وبالتالي بتوضح ان الكاتب بشكل ما متعاطف مع المرأة او بيميل شوية للدفاع عنها، لكن دا ميعتبرش دليل قوي على ان الكاتب امرأة، هو بس احتمال وارد لكن بحكم طبيعة الحياة في الوقت دا فهو احتمال غير مُرجح. اللي كتب التقليد اليهوي دا عاش في نفس الفترة اللي اتكتب فيها التقليد الإيلوهيمي، منقدرش بظبط نعرف مين فيهم اتكتب قبل التاني، منقدرش نعرف اذا كان في حد منهم عارف التاني او عنده اطلاع على كتاباته ولا لأ، لكننا عرفنا بما يكفي لتحديد فترة زمنية معينة ومكان كل تقليد واهدافه وميوله السياسية والدينية.
فيما بعد لما انهارت مملكة اسرائيل في ناس قدرت تهرب لمملكة يهوذا في الجنوب وبالطبع كان معاهم تقليدهم الخاص عن التوراة (التقليد الإيلوهيمي)، لكن وجود تقليدين متناقضين كل تقليد فيهم بيخبط في شعب التاني وتاريخه بالشكل السالف ذكره دا مش هيكون بيساعد على تأقلم الجماعتين مع بعض، في نفس الوقت مينفعش يتم التخلص من تقليد فيهم لإن التخلص من أي تقليد منهم هيهدد استقرار الجماعة اللي بتتبناه، فاللي بيحصل ان بيتم دمج التقليدين في كتاب واحد بمحاولة الحفاظ على كل واحد منهم، والتقليد اللي نتج من الحدث دا سماه النقاد JE.